الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          668 - ( ع ) : بسر بن سعيد المدني العابد مولى ابن [ ص: 73 ] الحضرمي .

                                                                          روى عن : جنادة بن أبي أمية ( خ م ) ، والحارث بن مخلد الزرقي ، وحسين بن عبد الرحمن الأشجعي ( د ) ، وخالد بن عدي الجهني وله صحبة ، وخوات بن جبير الأنصاري ، وزيد بن ثابت ( خ م د ت س ) ، وزيد بن خالد الجهني ( ع ) ، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري ( خ م د ) ، وسعد بن أبي وقاص ( عخ م ت سي ) ، وعبد الله بن أنيس ( م ) ، وعبد الله بن الساعدي ، ويقال : ابن السعدي ( م د س ) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ( م ) ، وعبيد الله بن الأسود الخولاني ( م ) وكان في حجر ميمونة أم المؤمنين ، وعبيد الله بن أبي رافع ( م ) ، وعبيدة بن سفيان الحضرمي ( س ) ، وعثمان بن عفان ( س ) ، ومعمر بن عبد الله بن نضلة ( م ) ، ويزيد مولى المنبعث ، وأبي جهيم بن الحارث بن الصمة ( ع ) ، وأبي قيس مولى عمرو بن العاص ( خ م د س ق ) ، وأبي هريرة ( خ ع ) ، وزينب الثقفية ( م س ) امرأة عبد الله بن مسعود .

                                                                          روى عنه : بكير بن عبد الله بن الأشج ( خ م د ت س ) ، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ( ت ق ) ، وزيد بن أسلم ( خ م ت س ق ) ، وسالم أبو النضر ( ع ) ، وعبد الرحمن بن أبي عمرو ( س ) ، وعثمان بن عبد الله بن سراقة ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي ( خ م د س ق ) ، ويزيد بن عبد الله بن خصيفة ( م د س ) ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج ( عخ م ت س ) ، وأبو [ ص: 74 ] سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ( خ م د ت س ) ،

                                                                          قال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : بسر بن سعيد أحب إلي من عطاء بن يسار وزعم يحيى بن سعيد أن بسر بن سعيد كان يذكر بخير .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة . وكذلك قال النسائي .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي ، وقيل له : ما تقول في بسر بن سعيد ؟ قال : هو من التابعين لا يسأل عن مثله .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان من العباد المنقطعين وأهل الزهد في الدنيا وكان ثقة كثير الحديث ورعا وكان قد أتى البصرة في حاجة ، ثم أراد الرجوع إلى المدينة ، فرافقه الفرزدق فلم يشعر أهل المدينة إلا وقد طلعا عليهم في محمل فعجب أهل المدينة لذلك ، وكان الفرزدق يقول : ما رأيت رفيقا خيرا من بسر ، وكان بسر يقول : ما رأيت رفيقا خيرا من الفرزدق .

                                                                          وقال قدامة بن محمد الخشرمي ، عن الحجاج بن صفوان بن أبي يزيد : وشى رجل ببسر بن سعيد إلى الوليد بن عبد الملك : أنه يطعن على الأمراء ويعيب بني مروان فأرسل إليه ، والرجل عنده ، قال : فجيء به ، والرجل ترعد فرائصه فأدخل عليه فسأله عن ذلك فأنكره . وقال : ما فعلت ، قال : فالتفت إلى الرجل ، فقال : يا بسر هذا يشهد عليك ، فنظر إليه بسر . وقال : هكذا ، فقال : نعم .

                                                                          [ ص: 75 ] فنكس رأسه وجعل ينكث في الأرض ، ثم رفع رأسه ، فقال : اللهم قد شهد بما قد علمت أني لم أقله فإن كنت صادقا فأرني به آية ، قال : فانكب الرجل على وجهه فلم يزل يضطرب حتى مات .

                                                                          قال الواقدي : مات بالمدينة سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة .

                                                                          قال مالك : قال الوليد بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز : من أفضل أهل المدينة ؟ قال : مولى لبني الحضرمي يقال له بسر ، فأرسل إليه الوليد بشيء فرده .

                                                                          وقال مالك : مات بسر بن سعيد وما خلف كفنا ومات عبد الله بن عبد الملك بن مروان وخلف ثمانين مدي ذهب فبلغ عمر بن عبد العزيز ، فقال : والله لئن كان مدخلهما واحدا لأن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك أحب إلي ، فقال له مسلمة بن عبد الملك : هذا الذبح عند أهل بيتك ، فقال : إنا والله لا ندع أن يذكر أهل الفضل بفضلهم .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية