الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          809 - ( خ م د س ) : توبة العنبري أبو المورع البصري مولى بني العنبر ، وهو توبة بن أبي الأسد واسمه كيسان بن [ ص: 337 ] راشد ، ويقال : توبة بن أبي راشد ، ويقال : توبة بن أبي المورع ، أصله من سجستان ، وهو جد عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة العنبري .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك ( د ) ، وسالم بن عبد الله بن عمر وصالح بن عبد الرحمن ، وعامر الشعبي ( خ م مد ) وأخيه عامر العنبري ، وأبي السوار عبد الله بن قدامة العنبري ( س ) ، وعطاء بن يسار ، وعكرمة بن خالد المخزومي ، وعمر بن عبد العزيز ( س ) ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ( د س ) ، ومورق العجلي ( خ ) ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، وأبي العالية الرياحي .

                                                                          روى عنه : أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري ، وأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ( س ) ، والحكم بن عطية ، وحماد بن سلمة وخباب بن عبد الأكبر العنبري وسعيد بن زيد وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ( خ م د س ) ، وعبد الله بن شوذب ، وعبد الله بن القاسم وكثير بن زياد أبو سهل البرساني ، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي ومطر الوراق ومطيع بن راشد ( د ) ، وهشام بن حسان .

                                                                          قال البخاري ، عن علي بن المديني : له نحو ثلاثين حديثا أو أكثر .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى [ ص: 338 ] ابن معين ، وأبو حاتم ، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا جعفر بن حيان ، قال : حدثني توبة العنبري ، قال : أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه فقلت لعمر بن عبد العزيز : هل لك حاجة إلى صالح ؟ فقال : قل له : عليك بالذي يبقى لك عند الله ، فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس ، وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسيان في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن العباس بن حيويه الخزاز ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ، قالا : أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك .. فذكره .

                                                                          وقال سيار بن حاتم : حدثنا عثمان بن مطر ، قال : حدثنا توبة العنبري ، قال : أكرهني يوسف بن عمر على العمل فلما رجعت حبسني وقيدني فكنت في السجن حينا ، فأتاني آت في المنام [ ص: 339 ] عليه ثياب بياض ، فقال : يا توبة قد أطالوا حبسك ، قلت : نعم ، قال : قل : أسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، فقلتها ثلاثا ، فاستيقظت فكتبتها ، ثم إني صليت ما شاء الله ، فما زلت أدعو به حتى صليت الصبح ، فلما صليت الصبح جاء حرس فحملوني في قيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف بن عمر فأطلقني .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحيوي ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي ، عن سيار .. فذكره .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن المورع بن توبة العنبري ، قال : هو توبة بن كيسان بن أبي الأسد ، أصله من أهل سجستان ومولده اليمامة ومنشؤه بها ، ثم تحول إلى البصرة ، وهو مولى أيوب بن أزهر العدوي من بني عدي بن جناب من بني العنبر بن عمرو بن تميم وأمه طيبة بنت يزيد بن عقيل بن ضنة من بني نمير بن عامر من أنفسهم ، وكان توبة قد وفد إلى سليمان بن عبد الملك ، ثم وفد إلى عمر بن عبد العزيز ، وهو خليفة .

                                                                          [ ص: 340 ] قال إسحاق : فحدثني خباب بن عبد الأكبر العنبري أنه لما وفد إلى عمر بن عبد العزيز رأى بناته يلعبن حوله ، وعليهن التبابين .

                                                                          قال إسحاق : وفد توبة إلى هشام بن عبد الملك فوجهه إلى خراسان ، ثم صرفه إلى العراق فولاه يوسف بن عمر سابور ، ثم ولاه الأهواز فعزل يوسف ، وهو واليه على الأهواز ، قال : وجهد قوم من بني العنبر بتوبة أن يدعى فيهم فأبى وجهد به أخواله بنو نمير أن يدعى فيهم فأبى وكان صاحب بداوة ، فمات بضبع ، وضبع من البصرة على يومين ، فدفن هناك ، وكان يوم توفي ابن أربع وسبعين سنة .

                                                                          قال خليفة بن خياط : مات بعد الثلاثين ومائة .

                                                                          وقال عباس العنبري : مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة .

                                                                          روى له البخاري ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية