الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          796 - ( س ) : تبيع بن عامر الحميري أبو [ ص: 313 ] عبيدة ، ويقال : أبو عبيد ، ويقال : أبو عتبة ، ويقال : أبو أيمن ، ويقال : أبو حمير ، ويقال : أبو غطيف ، ويقال : أبو عامر الشامي الحمصي ابن امرأة كعب الأحبار .

                                                                          أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في زمن أبي بكر الصديق وقرأ القرآن على مجاهد بأرواد ; جزيرة من جزائر البحر قريبة من القسطنطينية ، وكانا غازيين بها .

                                                                          روى عن : كعب الأحبار ( س ) ، وأبي الدرداء .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن نشيط الوعلاني وأيمن ( س ) ، وتدوم ، ويقال : يدوم بن صبيح الحميري الميتمي ، وجرير بن زيد عم جرير بن حازم وحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي وحكيم بن عمير ، والد الأحوص بن حكيم وحبان أبو النضر الشامي وخثيم بن سبنتى الزبادي وربيعة بن سيف المعافري ورشد بن كيسان الفهمي وزرعة بن معشر اليحصبي وسعية الشعباني وشفي بن ماتع الأصبحي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعقبة بن مرة الخولاني وقيس بن الحجاج بن خلي السلفي وابن عم أبيه قيس بن خولي ومجاهد بن جبر ومعاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني ومهاجر بن أبي مسلم الأنصاري ، والد عمرو بن مهاجر [ ص: 314 ] والملامس بن جذيمة الحضرمي المصري ، والوليد بن عامر اليزني ويحيى بن هانئ بن عروة المرادي ، وأبو قبيل المعافري ، وأبو هند بن عاقب المعافري .

                                                                          قال البخاري : روى عنه عدة من أهل الأمصار .

                                                                          وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل الشامات .

                                                                          وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : تبيع ابن امرأة كعب الأحبار وكان عالما قد قرأ الكتب وسمع من كعب علما كثيرا .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب تاريخ الحمصيين في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو عبيدة تبيع بن عامر كان رجلا مرجلا كان دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم مع أبي بكر ، وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن عمه جرير بن زيد : سمعت تبيعا يقول : إني لأجد نعت أقوام يتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العبادة ويلتمسون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب .. "فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم فيهم حيران " .

                                                                          وقال خنيس بن عامر المعافري ، عن ربيعة بن سيف ، عن تبيع : إذا فاض الظلم فيضا وكان الولد لوالده غيظا ، والشتاء قيظا ، والحكم حيفا ، والشرطة سيفا ، أتاكم الدجال يزيف زيفا .

                                                                          [ ص: 315 ] وقال عبد الله بن وهب : أخبرنا سليمان بن بلال ، عن أسامة بن زيد الليثي ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني ، قال : رأيت ابن عباس مر على بغلة وأنا في بني سلمة فمر به تبيع ابن امرأة كعب فسلم على ابن عباس فسأله ابن عباس : هل سمعت كعب الأحبار يقول في السحاب شيئا ، قال : نعم ، قال : السحاب غربال المطر لولا السحاب حين ينزل من السماء لأفسد ما نبع من الأرض .

                                                                          قال : سمعت كعبا يقول في الأرض تنبت العام نباتا وتنبت عاما قابلا غيره ، قال : نعم سمعته يقول : إن البذر ينزل من السماء .

                                                                          قال ابن عباس : وقد سمعت ذلك من كعب .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش في كتابه إلينا من بغداد ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي المصري ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب .. فذكره .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي وبشرى بن عبد الله الرومي ، قالا : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا سعيد ، يعني : ابن أبي [ ص: 316 ] أيوب ، قال : حدثنا النعمان بن عمرو بن خالد ، عن حسين بن شفي ، قال : كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو فأقبل تبيع ، فقال عبد الله : أتاكم أعرف من عليها ، فلما جلس ، قال له عبد الله : أخبرنا يا أبا عبيد عن الخيرات الثلاث والشرات الثلاث ، قال : نعم ، الخيرات الثلاث : اللسان الصدوق - وقال الواسطي : لسان صدوق - وقلب تقي ، وامرأة صالحة ، والشرات الثلاث : لسان كذوب - وقال الواسطي : فاجر ، وقالا - وقلب فاجر ، وامرأة سوء ، فقال عبد الله : قد قلت لكم .

                                                                          وقال حسين بن عمرو العنقزي ، عن أبي بلال الأشعري ، قال تبيع صاحب كعب الأحبار : من أعرقت فيه الفارسيات لم يخطه دين أو حلم ومن أعرقت فيه الروميات لم يخطه شدة أو ثقافة ومن أعرقت فيه البربريات لم يخطه حدة أو تكلف ومن أعرقت فيه الحبشيات لم يخطه سكن أو تأنيث .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب : حدثني الليث بن سعد ، عن رشيد بن كيسان الفهمي ، قال : كنا بروذس وأميرنا جنادة بن أبي أمية الأزدي فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان : إنه الشتاء ، ثم الشتاء فتأهبوا له ، فقال له تبيع ابن امرأة كعب الأحبار : تقفلون إلى كذا وكذا ، فقال الناس : وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية إنه الشتاء ثم الشتاء ، فأتاه بعض أهل خاصيته من الجيش ، فقال : ما يسميك [ ص: 317 ] الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من القفل الذي لا يرجونه ، فقال تبيع : فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا ، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه البنية التي في مسجدهم هذا فانتشر قوله فيهم فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك وكان يوما لا ريح فيه فانتظروا حتى احتاجوا إلى المقيل والغداء وملوا فانصرفوا إلى مساكنهم وإلى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار ، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس فأقبلت ريح عصار فأحاطت بالبنية فقلعتها وتصايح الناس في منازلهم خرت البنية خرت البنية ، فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل فرأوا شيئا لاصقا يتحرك في الماء حتى تبين لهم أنه قارب فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه وإذنهم بالقفل فزكوا تبيعا وأثنوا عليه خيرا ، ثم قالوا : وأخرى قد بقيت قد دخل الشتاء ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا ، فقال لهم تبيع : لا ينكسر لكم عود يضركم ولا ينقطع لكم حبل يضركم حتى تردوا بلادكم فساروا فسلمهم الله عز وجل .

                                                                          قال أبو سعيد بن يونس : تبيع بن عامر الكلاعي من ألهان ، يكنى أبا غطيف ، ناقلة من حمص ، توفي بالإسكندرية سنة إحدى ومائة .

                                                                          [ ص: 318 ] روى له النسائي حديثا واحدا موقوفا عن كعب ، أخبرنا به أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسي ، قال : أنبأنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار النيسابوري في كتابه إلينا منها ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ( خد ) ، قال : حدثنا حميد بن زنجويه ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا عبد الملك ، عن عطاء ، عن أيمن ، عن تبيع ، عن كعب ، قال : " من أحسن الوضوء ، ثم صلى العشاء الآخرة ، ثم صلى بعدها أربع ركعات يتم الركوع ، والسجود يعلم ما يقرأ فيهن كن له بمنزلة ليلة القدر " .

                                                                          رواه عن سوار بن عبد الله ، عن خالد بن الحارث ، وعن عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، عن إسحاق الأزرق ، كلاهما عن عبد الملك ; نحوه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية