الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          676 - ( فق ) : بشار بن موسى الشيباني ، ويقال : العجلي . [ ص: 84 ] أبو عثمان الخفاف البصري نزيل بغداد .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن جعفر المدني ، وإسماعيل ابن علية ، وبشير بن شريح البصري ، وبكر بن أيوب بن أبي تميمة السختياني ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، والحسن بن زياد البصري إمام مسجد محمد بن واسع ، وحفص بن غياث النخعي ، وخالد بن عبد الله الواسطي ، وخلف بن خليفة ، وربعي بن عبد الله بن الجارود ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعباد بن العوام ، وعبد الله بن المبارك ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، وعطاء بن مسلم الخفاف الحلبي ، ومالك بن أنس ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن المقدام بن شريح .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي ، وأحمد بن علي الخزاز ، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن أبان بن ميمون السراج البغدادي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، والحسن بن علويه القطان ، وروح بن أبي سعد المؤدب ، وصالح بن محمد البغدادي الحافظ ، والعباس بن جعفر بن الزبرقان ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز [ ص: 85 ] البغوي ، وأبو بكر عبدوس بن محمد القطان ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعبيد بن محمد بن خلف البزاز ، وعلي بن الحسن الهسنجاني ، وعلي بن سعيد النسوي ، وعلي بن ميسرة الرازي ، والفضل بن العباس بن مهران الأصبهاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج البغدادي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن جعفر ابن الإمام الدمياطي ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز ، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي ، وموسى بن هارون بن عبد الله الحافظ .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي خيثمة ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة .

                                                                          زاد عثمان : بلغني أن علي بن المديني كان يحسن القول فيه وكان من رهط أحمد بن حنبل .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : بشار الخفاف من الدجالين .

                                                                          وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث .

                                                                          وقال البخاري : منكر الحديث قد رأيته وكتبت عنه وتركت حديثه .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه ، فقال : ضعيف ، كان أحمد يكتب عنه ، وكان فيه حسن الرأي وأنا لا أحدث عنه .

                                                                          [ ص: 86 ] وقال النسائي : ليس بثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة : ضعيف .

                                                                          وقال أبو حاتم : يتكلمون فيه وينكر عن الثقات ، وهو شيخ .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري ، عن أبي داود : سمعت أحمد ذكر بشارا الخفاف ، فقال : كان معروفا صاحب سنة .

                                                                          وقال عبد الله بن علي بن المديني : سمعت أبي يقول : كان بشار الخفاف يحدث عن شريك ، حدثنا فراس ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي : " سيدا كهول أهل الجنة ... " فقلت له : هذا الحديث إنما روي عن شريك .

                                                                          رواه شريك ، عن الحسن بن عمارة فكان يقول فيه : شريك ، عن فراس ، ثم كان بشار يروي الأحاديث وكان صاحب سنة ، وقد دافعت عنه ولكنه ... وضعفه .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى بن الجارود : سمعت عليا وذكر بشار بن موسى ، فقال : ما كان ببغداد أصلب منه في السنة وما أحسن .

                                                                          [ ص: 87 ] رأي أبي عبد الله فيه ، يعني : أحمد بن حنبل .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز عنه ، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، وعلي بن محمد بن عبد الله المعدل ، قالا : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي في حديث يزيد بن زريع ، عن شعبة ، قال : أنبأني عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، قال : دخلنا على عمر معاشر وفد مذحج وكنت من أقربهم منه مجلسا فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره ، فقال لي : أمنكم هذا ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : ما له قاتله الله كفى الله أمة محمد شره ، والله إني لأحسب أن للمسلمين منه يوما عصيبا . قال عبد الله : والحديث حدثناه بشار الخفاف ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثني شعبة ، قال : حدثني عمرو بن مرة .

                                                                          وقال فيه كلاما كثيرا أكثر من هذا .

                                                                          قال عبد الله : قال أبي : قرأته في كتاب عمي صالح بن حنبل ، عن الهيثم بن عدي ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة ، عن أبيه ، يعني هذا الحديث .

                                                                          وبه : أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن أحمد المطيري ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد [ ص: 88 ] الدورقي ، قال : مضيت إلى بشار بن موسى الخفاف فحدثنا ، عن يزيد بن زريع ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، قال : دخلنا على عمر بن الخطاب في وفد مذحج ومعنا الأشتر فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره عنه ، فقال : ويل لهذه الأمة منك ومن ولدك إن للمؤمنين منك يوما عصيبا ، قال عبد الله : فأتيت منزلنا ، فإذا فيه يحيى بن معين وخلف بن سالم ، فناداني يحيى بن معين : يا عبد الله أين كنت ؟ قلت : كنت في ذا الجانب عند بشار بن موسى ، فقال يحيى وأيش حدثكم ؟ قلت : حدثنا عن يزيد بن زريع ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة وذكرت له الحديث ، فقال يحيى : ما له فعل الله به وفعل ، والله ما حدث بهذا يزيد بن زريع قط ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة ، فقال له خلف بن سالم : يا أبا زكريا فأيش الحجة عندك ؟ قال : سرقوه من حديث الهيثم بن عدي ، عن ابن عمرو بن مرة ، عن أبيه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : وقد رواه العباس بن طالب البصري نزيل مصر أيضا ، عن يزيد بن زريع نحو رواية بشار ، أخبرناه أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، قال : حدثني العباس بن أبي طالب ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا عمرو بن مرة ، قال : حدثنا عبد الله بن سلمة أن عمر بن الخطاب نظر إلى الأشتر فصعد فيه النظر ، ثم صوبه .

                                                                          [ ص: 89 ] ثم قال : إن للمؤمنين من هذا يوما عصيبا . وبه أخبرنا أحمد بن علي المحتسب ، قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصيدلاني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن دليل ، قال : حدثنا أبو عبد الله المقدمي ، قال : حدثنا عبد الله بن عمرو ، قال : حدثني أحمد بن الحسين بن داود بن سنان ، قال : حدثني عبدوس بن محمد القطان أبو بكر ، قال : كنا في مجلس بشار بن موسى الخفاف فمر له حديث ، فقال بعض من في المجلس : إن يحيى بن معين ينكر هذا الحديث ، فقال : ترى ما شت على يحيى من الحديث ؟ ربعه خمسه سدسه حتى بلغ عشره ، ثم قال : تدرون ما كان يقول عندنا ظريف ؟ يقال له الحسن بن هانئ :


                                                                          خل جنبيك لرام وامض عنه بسلام     مت بداء الصمت خيـ
                                                                          ـر لك من داء الكلام     إنما العاقل من ألـ
                                                                          ـجم فاه بلجام     شبت يا هذا وما تتـ
                                                                          ـرك أخلاق الغلام     والمنايا آكلات
                                                                          شاربات للأنام

                                                                          نعم الموعد القيامة ، نلتقي أنا ويحيى .

                                                                          وبه : أخبرنا أبو سعد الماليني إجازة ونقلته من أصله .

                                                                          [ ص: 90 ] قال : أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، قال : وبشار بن موسى الخفاف رجل مشهور بالحديث ويروي عن قوم ثقات أرجو أنه لا بأس به ولم أر في حديثه شيئا منكرا ، وقد كتب الحديث الكثير وحدث عنه الناس ، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه .

                                                                          قال حنبل بن إسحاق بن حنبل ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وعبد الله بن محمد البغوي ، وعبيد بن محمد بن خلف البزاز : مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .

                                                                          زاد البغوي : ببغداد في شهر رمضان وكان يخضب ، وقد كتبت عنه .

                                                                          وزاد عبيد بن محمد بن خلف : يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان .

                                                                          قال ابن ماجه في التفسير : حدثنا علي بن سعيد ، قال حدثنا بشار الخفاف أو غيره ، قال : كنت عند مالك بن أنس فأتاه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى .. وذكر الحديث .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية