الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          854 - ( ع ) : ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري قاضيها .

                                                                          روى عن : جده أنس بن مالك ( ع ) ، والبراء بن عازب ، وأبي هريرة ولم يدركه .

                                                                          روى عنه : أبو بصرة حميل بن عبيد الطائي وحبيب بن الشهيد ، والحسين بن واقد المروزي ( خت ) ، وحماد بن سلمة ( د س ) ، وابن عمه حمزة بن موسى بن أنس بن مالك وحميد الطويل ، وزياد بن الربيع ، وعائذ بن شريح ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث البصري ، وعبد الله بن عون ( خ س ) ، وابن أخيه عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك ( خ ت ق ) ، وعزرة بن ثابت الأنصاري ( خ م ت س ق ) ، وعوف الأعرابي ( ق ) ، وقتادة بن دعامة ، وهو من أقرانه ومالك بن دينار ومبارك أبو عمرو الخياط ومعاوية بن عبد الكريم الثقفي المعروف بالضال [ ص: 406 ] ( خت ) ومعمر بن راشد ( خ س ) ، والمغيرة بن مسلم السراج ، وموسى بن حمزة بن أنس بن مالك ، وموسى بن فلان بن أنس بن مالك ( ت ق ) ، وهشام بن حسان القردوسي ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي ، وهو من أقرانه ويونس بن عبيد .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة . وكذلك قال النسائي .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث عن أنس ، وأرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه قريبة من غيره ، وهو صالح فيما يرويه عن أنس عندي .

                                                                          وقال عبد الله بن المثنى : حدثني عمي ثمامة ، قال : صحبت جدي أنس بن مالك ثلاثين سنة فما رأيته يشرب نبيذا قط .

                                                                          وقال عمر بن شبة النميري : سمعت الأنصاري يقول : وفد ثمامة بن عبد الله إلى هشام فأجازه بست مائة درهم ورده قاضيا ، قال : وسمعت بعض علمائنا يذكر أن ثمامة لما دعي إلى ولاية القضاء شاور محمد بن سيرين فأشار عليه أن لا يقبل ، فقال : لا أترك ، فقال : أخبرهم أنك لا تحسن القضاء ، قال : فأكذب ، قال : فجعل محمد بن سيرين يعجب منه ويحرك يده .

                                                                          وقال : سمعت خلاد بن يزيد يقول : قال الأنصاري : قال لي أبي : يا بني ، قد ولي القضاء من أهلك غير واحد وكلهم لم يحمد .

                                                                          [ ص: 407 ] وكان أبو الأنصاري عبد الله بن المثنى كاتبه ، قال : وتنازع إليه رجلان ، فقال : خلطتما ، فقالا : لولا تخليطنا لم نأتك فأمر مناديه أن ينادي عليهما : يا مخلط يا مخلط .

                                                                          قال : وحدثنا أبو عبيدة ، قال : استعدته امرأة على رجل وادعت عليه حقا ولم يكن لها بينة فأراد استحلافه ، فقالت المرأة : إنه رجل سوء يحلف فيذهب بحقي ، ولكن استحلف إسحاق بن سويد فإنه جاره فأرسل إلى إسحاق ليستحلفه .

                                                                          وقال : حدثنا عمرو بن عاصم ، وموسى بن إسماعيل ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد - وزاد موسى : وحبيب - أن ثمامة بن عبد الله كتب إلى خالد بن عبد الله يسأله عن رجل أوصى بثلثه في غير قرابته ، فكتب أن : امضها كما قال ، وإن أمر أن يلقى في البحر ، زاد موسى : قال محمد بن سيرين : أما في البحر فلا ، ولكن يمضي كما قال .

                                                                          وقال : حدثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن ثمامة بن أنس : أنه كان إذا وضع الميت في قبره ، قال : اللهم جاف الأرض عن جنبيه وصعد روحه وتلقه منك برحمة .

                                                                          قال : ويقال : إنه تنازعت إليه امرأتان ، فقال : أيتكما الميتة .

                                                                          قال : وقال : وقعت على باب من القضاء جسيم أدفع الخصوم حتى يصطلحوا ، فكتب بذلك بلال إلى خالد فعزله عن القضاء في سنة عشر ومائة ، وكان ولاه في سنة ست ومائة ، وولى [ ص: 408 ] بلالا القضاء مع الصلاة والأحداث ، فقال خلف بن خليفة الأقطع :


                                                                          وكنا قبل إمرته علينا من الشيخ المولع في عناء

                                                                          أو قال : في بلاء ، يعني : ثمامة ، وكان به وضح .

                                                                          وقال : حدثنا أبو بكر بن خلاد بن كثير ، قال : حدثنا زياد بن الربيع ، قال : شهدنا عند ثمامة بن عبد الله بن أنس ونحن صبيان فكتب شهادتنا ، ثم استشبنا .

                                                                          إلى هنا عن عمر بن شبة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية