( عك ) العين والكاف أصول صحيحة ثلاثة : أحدها اشتداد الحر ، والآخر الحبس ، والآخر جنس من الضرب .
فالأول العكة : الحر ، فورة شديدة في القيظ ، وذلك أشد ما يكون من الحر حين تركد الريح . ويقال : أكة بالهمزة . قال
الفراء : هذه أرض عكة وعكة . قال :
ببلدة عكة لزج نداها
[ ص: 10 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : عك يومنا ، إذا سكنت ريحه واشتد حره . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : العكة : شدة الحر مع لثق واحتباس ريح . قال
الخليل : العكة أيضا : رملة حميت عليها الشمس .
قال
أبو زيد : العكة : بلة تكون بقرب البحر ، طل وندى يصيب بالليل; وهذا لا يكون إلا مع حر . والعرب تقول : " إذا طلعت العذرة ، فعكة بكرة ، على أهل البصرة ، وليس بعمان بسرة ، ولا لأكار بها بذرة " . قال اللحياني : يوم عك أك : شديد الحر . وتقول العرب في أسجاعها : " إذا طلع السماك ، ذهبت العكاك ، وقل على الماء اللكاك " . ويوم ذو عكيك ، أي حار . قال
طرفة :
تطرد القر بحر ساخن وعكيك القيظ إن جاء بقر
وأما الأصل الآخر فقال
الفراء : إبل معكوكة ، أي محبوسة . وعك فلان حبس . قال
رؤبة :
يا ابن الرفيع حسبا وبنكا ماذا ترى رأي أخ قد عكا
[ ص: 11 ] ومن الباب عككته بكذا أعكه عكا ، أي ماطلته . ومنه عكني فلان بالقول ، إذا ردده عليك حتى يتعبك .
ومن الباب : العكة للسمن : أصغر من القربة ، والجمع عكك وعكاك . وسميت بذلك لأن السمن يجمع فيها كما يحبس الشيء .
ومن الباب : العكوك : القصير الملزز الخلق ، أي القصير . قال :
عكوكا إذا مشى درحايه
وإنما سمي بذلك تشبيها بعكة السمن . والعكوكان ، مثل العكوك . قال :
عكوكان ووآة نهده
ومن الباب المعك من الخيل : الذي يجري قليلا ثم يحتاج إلى الضرب ، وهو من الاحتباس .
وأما الأصل الثالث فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : عكه بالسوط ، أي ضربه . و [ يقال ] : عكه وصكه . ومن الباب عكته الحمى ، أي كسرته . قال :
وهم تأخذ النجواء منه تعك بصالب أو بالملال
وممكن أن يكون من الباب الأول ، كأنها ذكرت بذلك لحرها . ويقال في باب الضرب : عكه بالحجة ، إذا قهره بها . وقد ذكر في الباب أن عكة
[ ص: 12 ] العشار : لون يعلوها من صهبة في وقت أو رمكة في وقت . وأن فلانا قال : ائتزر فلان إزرة عكى وكى . وكل هذا مما لا معنى له ولا معرج عليه .
وقد ذكر عن
الخليل بعض ما يقارب هذا : أن العكنكع : الذكر الخبيث من السعالي . وأنشد :
كأنها وهو إذا استبا معا غول تداهي شرسا عكنكعا
وهذا قريب في الضعف من الذي قبله . وأرى كتاب الخليل إنما تطامن قليلا عند أهل العلم لمثل هذه الحكايات .
( عَكَّ ) الْعَيْنُ وَالْكَافُ أُصُولٌ صَحِيحَةٌ ثَلَاثَةٌ : أَحَدُهَا اشْتِدَادُ الْحَرِّ ، وَالْآخَرُ الْحَبْسُ ، وَالْآخَرُ جِنْسٌ مِنَ الضَّرْبِ .
فَالْأَوَّلُ الْعَكَّةُ : الْحَرُّ ، فَوْرَةٌ شَدِيدَةٌ فِي الْقَيْظِ ، وَذَلِكَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ حِينَ تَرْكُدُ الرِّيحُ . وَيُقَالُ : أَكَّةٌ بِالْهَمْزَةِ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : هَذِهِ أَرْضٌ عَكَّةٌ وَعُكَّةٌ . قَالَ :
بِبَلْدَةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نِدَاهَا
[ ص: 10 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ : عَكَّ يَوْمُنَا ، إِذَا سَكَنَتْ رِيحُهُ وَاشْتَدَّ حَرُّهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْعُكَّةُ : شِدَّةُ الْحَرِّ مَعَ لَثَقٍ وَاحْتِبَاسِ رِيحٍ . قَالَ
الْخَلِيلُ : الْعُكَّةُ أَيْضًا : رَمْلَةٌ حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ .
قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : الْعُكَّةُ : بِلَّةٌ تَكُونُ بِقُرْبِ الْبَحْرِ ، طَلٌّ وَنَدًى يُصِيبُ بِاللَّيْلِ; وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ حَرٍّ . وَالْعَرَبُ تَقُولُ : " إِذَا طَلَعَتِ الْعُذْرَةُ ، فَعُكَّةٌ بُكْرَةٌ ، عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَلَيْسَ بِعُمَانَ بُسْرَةٌ ، وَلَا لِأَكَّارٍ بِهَا بَذْرَةٌ " . قَالَ اللِّحْيَانِيُّ : يَوْمٌ عَكٌّ أَكٌّ : شَدِيدُ الْحَرِّ . وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي أَسْجَاعِهَا : " إِذَا طَلَعَ السِّمَاكُ ، ذَهَبَتِ الْعِكَاكُ ، وَقَلَّ عَلَى الْمَاءِ اللِّكَاكُ " . وَيَوْمٌ ذُو عَكِيكٍ ، أَيْ حَارٌّ . قَالَ
طَرَفَةُ :
تَطْرُدُ الْقُرَّ بِحَرٍّ سَاخِنٍ وَعَكِيكَ الْقَيْظِ إِنْ جَاءَ بِقُرٍّ
وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِبِلٌ مَعْكُوكَةٌ ، أَيْ مَحْبُوسَةٌ . وَعُكَّ فُلَانٌ حُبِسَ . قَالَ
رُؤْبَةُ :
يَا ابْنَ الرَّفِيعِ حَسَبًا وَبُنْكَا مَاذَا تَرَى رَأْيَ أَخٍ قَدْ عُكَّا
[ ص: 11 ] وَمِنَ الْبَابِ عَكَكْتُهُ بِكَذَا أَعُكُّهُ عَكًّا ، أَيْ مَاطَلْتُهُ . وَمِنْهُ عَكَّنِي فُلَانٌ بِالْقَوْلِ ، إِذَا رَدَّدَهُ عَلَيْكَ حَتَّى يُتْعِبَكَ .
وَمِنَ الْبَابِ : الْعُكَّةُ لِلسَّمْنِ : أَصْغَرُ مِنَ الْقِرْبَةِ ، وَالْجَمْعُ عُكَكٌ وَعِكَاكٌ . وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ السَّمْنَ يُجْمَعُ فِيهَا كَمَا يُحْبَسُ الشَّيْءُ .
وَمِنَ الْبَابِ : الْعَكَوَّكُ : الْقَصِيرُ الْمُلَزَّزُ الْخَلْقِ ، أَيِ الْقَصِيرُ . قَالَ :
عَكَوَّكًا إِذَا مَشَى دِرْحَايَهْ
وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِعُكَّةِ السَّمْنِ . وَالْعَكَوَّكَانُ ، مِثْلُ الْعَكَوَّكِ . قَالَ :
عَكَوَّكَانُ وَوَآةٌ نَهْدَهُ
وَمِنَ الْبَابِ الْمِعَكُّ مِنَ الْخَيْلِ : الَّذِي يَجْرِي قَلِيلًا ثُمَّ يَحْتَاجُ إِلَى الضَّرْبِ ، وَهُوَ مِنْ الِاحْتِبَاسِ .
وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّالِثُ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : عَكَّهُ بِالسَّوْطِ ، أَيْ ضَرَبَهُ . وَ [ يُقَالُ ] : عَكَّهُ وَصَكَّهُ . وَمِنَ الْبَابِ عَكَّتْهُ الْحُمَّى ، أَيْ كَسَرَتْهُ . قَالَ :
وَهَمٍّ تَأْخُذُ النُّجَوَاءُ مِنْهُ تَعُكُّ بِصَالِبٍ أَوْ بِالْمُلَالِ
وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ ، كَأَنَّهَا ذُكِرَتْ بِذَلِكَ لِحَرِّهَا . وَيُقَالُ فِي بَابِ الضَّرْبِ : عَكَّهُ بِالْحُجَّةِ ، إِذَا قَهَرَهُ بِهَا . وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَابِ أَنَّ عُكَّةَ
[ ص: 12 ] الْعِشَارِ : لَوْنٌ يَعْلُوهَا مِنْ صُهْبَةٍ فِي وَقْتٍ أَوْ رُمْكَةٍ فِي وَقْتٍ . وَأَنَّ فُلَانًا قَالَ : ائْتَزَرَ فُلَانٌ إِزْرَةً عَكَّى وَكَّى . وَكُلُّ هَذَا مِمَّا لَا مَعْنَى لَهُ وَلَا مُعَرَّجَ عَلَيْهِ .
وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ
الْخَلِيلِ بَعْضُ مَا يُقَارِبُ هَذَا : أَنَّ الْعَكَنْكَعَ : الذَّكَرُ الْخَبِيثُ مِنَ السَّعَالِي . وَأَنْشَدَ :
كَأَنَّهَا وَهُوَ إِذَا اسْتَبَّا مَعًا غُولٌ تُدَاهِي شَرِسًا عَكَنْكَعَا
وَهَذَا قَرِيبٌ فِي الضَّعْفِ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ . وَأَرَى كِتَابَ الْخَلِيلِ إِنَّمَا تَطَامَنَ قَلِيلًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لِمِثْلِ هَذِهِ الْحِكَايَاتِ .