الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فرع ) الفاء والراء والعين أصل صحيح يدل على علو وارتفاع وسمو وسبوغ . من ذلك الفرع ، وهو أعلى الشيء . والفرع : مصدر فرعت الشيء فرعا ، إذا علوته . ويقال : أفرع بنو فلان ، إذا انتجعوا في أول الناس . والفرع : المال الطائل المعد . والأفرع : الرجل التام الشعر ، وقد فرع .

                                                          [ ص: 492 ] قال ابن دريد : امرأة فرعاء : كثيرة الشعر . ولا يقولون للرجل إذا كان عظيم الجمة : أفرع ، إنما يقولون رجل أفرع ضد الأصلع . وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفرع .

                                                          ورجل مفرع الكتف ، أي ناشزها ، ويقال عريضها .

                                                          ومن الباب : افترعت البكر : افتضضتها ، وذلك أنه يقهرها ويعلوها . وأفرعت الأرض : جولتها فعرفت خبرها . وفرعة الطريق وفارعته : ما ارتفع منه . وتفرعت بني فلان : تزوجت سيدة نسائهم . وفرعت رأسه بالسيف : علوته . وفرعت الجبل : صرت في ذروته .

                                                          ومما يقارب هذا القياس وليس هو بعينه : الفرع : أول نتاج الإبل والغنم .

                                                          ومما شذ عنه الفرعة : دويبة ، وتصغيرها فريعة ، وبها سميت المرأة .

                                                          ومما شذ أيضا الفرع ، كان شيئا يعمل في الجاهلية ، يعمد إلى جلد سقب فيلبسه سقب آخر لترأمه أم المنحور أو الميت ، في شعر أوس :


                                                          وشبه الهيدب العبام من ال أقوام سقبا مجللا فرعا



                                                          فأما قولهم : أفرعت في الوادي : انحدرت ، فهذا إنما هو على الفرق بين فرعت وأفرعت . قال رجل من العرب : " لقيت فلانا فارعا مفرعا " . يقول : أحدنا منحدر والآخر مصعد .

                                                          [ ص: 493 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية