الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فيض ) الفاء والياء والضاد أصل صحيح واحد يدل على جريان الشيء بسهولة ، ثم يقاس عليه . من ذلك فاض الماء يفيض . ويقال : أفاض إناءه ، إذا ملأه حتى فاض . وأفاض دموعه . ومنه : أفاض القوم من عرفة ، إذا دفعوا ، وذلك كجريان السيل . قال الله - تعالى : ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس . وأفاض القوم في الحديث ، إذا اندفعوا فيه . قال - سبحانه : إذ تفيضون فيه . ومنه : أفاض بالقداح ، إذا ضرب بها ، كأنه أجراها من يده . قال :


                                                          وكأنهن ربابة وكأنه يفيض على القداح ويصدع



                                                          ويقال : أفاض البعير بجرته ، إذا دفع بها من صدره . قال :


                                                          وأفضن بعد كظومهن بجرة     من ذي الأباطح إذ رعين حقيلا



                                                          [ ص: 466 ] وأرض ذات فيوض ، إذا كان فيها ماء يفيض . وأعطى فلان فلانا غيضا من فيض ، أي قليلا من كثير .

                                                          قال الأصمعي : ونهر البصرة وحده يسمى الفيض .

                                                          ومن الباب : فاض الرجل ، إذا مات . قال :


                                                          ففقئت عين وفاضت نفس



                                                          قال : وسمعت مشيخة فصحاء من ربيعة بن مالك يقولون : فاضت نفسه ، بالضاد ، وسمعت شيخا منهم ينشد :


                                                          وكدت لولا أجل تأخرا     تفيض نفسي إذا زهاهم زمرا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية