الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فرش ) الفاء والراء والشين أصل صحيح يدل على تمهيد الشيء وبسطه . يقال : فرشت الفراش أفرشه . والفرش مصدر . والفرش : المفروش أيضا . وسائر كلم الباب يرجع إلى هذا المعنى . يقال تفرش الطائر ، إذا قرب من الأرض ورفرف بجناحه . ومن ذلك الحديث : " أن قوما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله - أخذوا فرخي حمرة ; فجاءت الحمرة تفرش " . وقال أبو دواد في ربيئة :


                                                          فأتانا يسعى تفرش أم ال بيض شدا وقد تعالى النهار



                                                          ومن ذلك : الفرش من الأنعام ، وهو الذي لا يصلح إلا للذبح والأكل . وقوله - عليه الصلاة والسلام - : الولد للفراش قال قوم : أراد به الزوج . قالوا : والفراش في الحقيقة : المرأة ، لأنها هي التي توطأ ، ولكن الزوج أعير اسم المرأة ، كما اشتركا في الزوجية واللباس . قال جرير :


                                                          باتت تعارضه وبات فراشها     خلق العباءة في الدماء قتيل



                                                          [ ص: 487 ] ويقولون : أفرش الرجل صاحبه ، إذا اغتابه وأساء القول . حكاه أبو زكريا . وهذا قياس صحيح ، وكأنه توطأه بكلام غير حسن . ويقولون : الفراشة : الرجل الخفيف . وهذا على التشبيه أيضا ، لأنه شبه بفراشة الماء . قال قوم : هي الماء على وجه الأرض قبيل نضوبه ، فكأنه شيء قد فرش ; وكل خفيف فراشة . وقال قوم : الفراشة من الأرض : الذي نضب عنه الماء فيبس وتقشر .

                                                          ومن الباب : افترش السبع ذراعيه . ويقولون : افترش الرجل لسانه ، إذا تكلم كيف شاء . وفراش الرأس : طرائق دقاق تلي القحف . والفرش : دق الحطب . والفرش : الفضاء الواسع .

                                                          قال ابن دريد : " فلان كريم المفارش ، إذا تزوج كريم النساء " . وجمل مفرش : لا سنام له . وقال أيضا : أكمة مفترشة الظهر ، إذا كانت دكاء . ويقولون : ما أفرش عنه ، أي ما أقلع عنه . قال :


                                                          لم تعد أن أفرش عنها الصقله



                                                          وهذه الكلمة تبعد عن قياس الباب ، وأظنها من باب الإبدال ، كأنه أفرج . والفراشة : فراشة القفل . والفراش هذا الذي يطير ، وسمي بذلك لخفته .

                                                          [ ص: 488 ] ومما شذ عن هذا الأصل : الفريش من الخيل : التي أتى لوضعها سبعة أيام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية