الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فقر ) الفاء والقاف والراء أصل صحيح يدل على انفراج في شيء ، من عضو أو غير ذلك . من ذلك : الفقار للظهر ، الواحدة فقارة ، سميت للحزوز والفصول التي بينها . والفقير : المكسور فقار الظهر . وقال أهل اللغة : منه اشتق اسم الفقير ، وكأنه مكسور فقار الظهر ، من ذلته ومسكنته . ومن ذلك :

                                                          [ ص: 444 ] فقرتهم الفاقرة ، وهي الداهية ، كأنها كاسرة لفقار الظهر . وبعض أهل العلم يقولون : الفقير : الذي له بلغة من عيش ويحتج بقوله :


                                                          أما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد



                                                          قال : فجعل له حلوبة ، وجعلها وفقا لعياله ، أي قوتا لا فضل فيه . وأما الفقير فإنه مخرج الماء من القناة ، وقياسه صحيح ، لأنه هزم في الأرض وكسر . وأما قولهم : أفقرك الصيد ، فمعناه أنه أمكنك من فقاره حتى ترميه . ويقال : فقرت البعير ، إذا حززت خطمه ثم جعلت على موضع الحز الجرير لتذله وتروضه . وأفقرتك ناقتي : أعرتك فقارها لتركبها . وقول القائل :


                                                          ما ليلة الفقير إلا شيطان



                                                          فالفقير ها هنا : ركي معروف . ويقال : فقرت للفسيل ، إذا حفرت له حين تغرسه ، وفقرت الخرز ، إذا ثقبته . وسد الله مفاقره ، أي أغناه وسد وجوه فقره . قال :


                                                          وإن الذي ساق الغنى لابن عامر     لربي الذي أرجو لسد مفاقري

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية