الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فر ) الفاء والراء أصول ثلاثة : فالأول الانكشاف وما يقاربه من الكشف عن الشيء ، والثاني جنس من الحيوان ، والثالث دال على خفة وطيش .

                                                          فالأول قولهم : فر عن أسنانه . وافتر الإنسان ، إذا تبسم . قال :


                                                          يفتر منك عن الواضحا ت إذ غيرك القلح الأثعل



                                                          [ ص: 439 ] ويقولون في الأمثال :


                                                          هو الجواد عينه فراره



                                                          أي يغنيك منظره من مخبره . وكأن معنى هذا إن نظرك إليه يغنيك عن أن تفره ، أي تكشفه وتبحث عن أسنانه ويقولون : أفر المهر ، إذا دنا أن يفر جذعا . وأفرت الإبل للإثناء إفرارا ، إذا ذهبت رواضعها وأثنت . ويقولون : فر فلانا عما في نفسه ، أي فتشه . وفر عن الأمر : ابحث .

                                                          ومن هذا القياس وإن كانا متباعدين في المعنى : الفرار ، وهو الانكشاف ، يقال فر يفر ، والمفر المصدر . والمفر : الموضع يفر إليه . والفر : القوم الفارون . يقال فر جمع فار ، كما يقال صحب جمع صاحب ، وشرب جمع شارب .

                                                          والأصل الثاني : الفرير : ولد البقرة . ويقال الفرار من ولد المعز : ما صغر جسمه ، واحده فرير ، كرخل ورخال ، وظئر وظؤار .

                                                          والثالث : الفرفرة : الطيش والخفة . يقال : رجل فرفار وامرأة فرفارة . والفرفارة : شجرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية