الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عتب ) العين والتاء والباء أصل صحيح ، يرجع كله إلى الأمر فيه بعض الصعوبة من كلام أو غيره . من ذلك العتبة ، وهي أسكفة الباب ، وإنما سميت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئن السهل . وعتبات الدرجة : [ مراقيها ] ، كل مرقاة من الدرجة عتبة . ويشبه بذلك العتبات تكون في الجبال ، والواحدة عتبة ، وتجمع أيضا على عتب . وكل شيء جسا وجفا فهو يشتق له هذا اللفظ ، يقال فيه عتب ، إذا اعتراه ما يغيره عن الخلوص . قال :

                                                          [ ص: 226 ]

                                                          فما في حسن طاعتنا ولا في سمعنا عتب



                                                          وقال في وصف سيف :


                                                          مجرب الوقع غير ذي عتب

                                                          أي غير ملتو عن الضريبة ولا ناب عنها .

                                                          ويقولون : حمل فلان على عتبة كريهة وعتب كريه من بلاء وشر .

                                                          قال المتلمس :


                                                          يعلى على العتب الكريه ويوبس

                                                          ويقال للفحل المعقول أو الظالع إذا مشى على ثلاث قوائم كأنه يقفز : عتب عتبانا . قال الخليل : وهذا تشبيه ، كأنه يمشي على عتبات الدرجة فينزو من عتبة إلى عتبة . ويقال عتب لنا عتبة ، أي اتخذها .

                                                          ومن الباب ، وهو القياس الصحيح : العتب : الموجدة . تقول : عتبت على فلان عتبا ومعتبة ، أي وجدت عليه . ثم يشتق منها فيقال : أعتبني ، أي ترك ما كنت أجد عليه ورجع إلى مسرتي ; وهو معتب راجع عن الإساءة . وأنشد :

                                                          [ ص: 227 ]

                                                          عتبت على جمل ولست بشامت     بجمل وإن كانت بها النعل زلت

                                                          ويقولون : أعطاني العتبى ، أي أعتبني . ولك العتبى ، أي أعطيتك العتبى . والتعتب ، إذا قال هذا وهذا يصفان الموجدة . وكذلك المعاتبة ، إذا لامك واستزادك قلت عاتبني . قال :


                                                          إذا ذهب العتاب فليس حب     ويبقى الحب ما بقي العتاب



                                                          ويقال للرجل إذا طلب أن يعتب : قد استعتب . قال أبو الأسود :


                                                          فعاتبته ثم راجعته     عتابا رقيقا وقولا أصيلا
                                                          فألفيته غير مستعتب     ولا ذاكر الله إلا قليلا

                                                          وقال بعضهم : ما رأيت عند فلان عتبانا ، إذا أردت أنه أعتبك ولم تر لذلك بيانا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية