الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عزوى ) العين والزاء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على الانتماء والاتصال .

                                                          قال الخليل : الاعتزاء : الاتصال في الدعوى إذا كانت حرب ، فكل من ادعى في شعاره فقد اعتزى ، إذ قال أنا فلان بن فلان فقد اعتزى إليه . وفي الحديث : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ، وهو أن يقول يا لفلان . قال :


                                                          فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يا لكعب واعتزينا لعامر



                                                          [ ص: 310 ] وقال آخر :


                                                          فكيف وأصلي من تميم وفرعها     إلى أصل فرعي واعتزائي اعتزاؤها



                                                          فهذا الأصل ، وأما قولهم : عزي الرجل يعزى عزاء ، وإنه لعزي أي صبور ، إذا كان حسن العزاء على المصائب ، فهذا من الأصل الذي ذكرناه ، ولأن معنى التعزي هو أن يتأسى بغيره فيقول : " حالي مثل حال فلان . ولذلك قيل : تأسى ، أي جعل أمره أسوة أمر غيره . فكذلك التعزي . وقولك عزيته ، أي قلت له انظر إلى غيرك ومن أصابه مثل ما أصابك . والأصل هذا الذي ذكرناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية