الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فأ ) الفاء والهمزة مع معتل بينهما ، كلمات تدل على الرجوع . يقال : فاء الفيء ، إذا رجع الظل من جانب المغرب إلى جانب المشرق . وكل رجوع فيء . قال الله - تعالى - : حتى تفيء إلى أمر الله ، أي ترجع . قال الشاعر :


                                                          تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طام



                                                          يقال منه : فيأت الشجرة ، وتفيأت أنا في فيئها . والمرأة تفيئ شعرها ، إذا [ ص: 436 ] حركت رأسها من قبل الخيلاء . ويقال تفيؤها : تكسرها لزوجها . والقياس فيه كله واحد . والفيء : غنائم تؤخذ من المشركين أفاءها الله - تعالى - عليهم . قال الله - سبحانه - : ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى . ويقال : استفأت هذا المال ، أي أخذته فيئا . وفلان سريع الفيء من غضبه والفيئة .

                                                          فأما قولهم : يا فيء مالي ، فيقولون : إنها كلمة أسف . وهذا عندي من الكلام الذي ذهب من كان يحسن حقيقة معناه . وأنشد :


                                                          يا فيء مالي من يعمر يفنه     مر الزمان عليه والتقليب



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية