الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فوق ) الفاء والواو والقاف أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على علو ، والآخر على أوبة ورجوع .

                                                          فالأول الفوق ، وهو العلو . ويقال : فلان فاق أصحابه يفوقهم ، إذا علاهم وأمر فائق ، أي مرتفع عال .

                                                          وأما الآخر ففواق الناقة ، وهو رجوع اللبن في ضرعها بعد الحلب . تقول : ما أقام عنده إلا فواق ناقة . واسم المجتمع من الدر : فيقة ، والأصل فيه الواو . قال الأعشى :


                                                          حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت جاءت لترضع شق النفس لو رضعا



                                                          وفي بعض الحديث في ذكر القرآن : " أتفوقه تفوق اللقوح " معناه لا أقرأ جزئي مرة واحدة لكن شيئا بعد شيء . شبهه بفواق الدرة . يقال فواق وفواق قال الله - تعالى - : ما لها من فواق ، أي ما لها من رجوع ولا مثنوية ولا ارتداد . وقال غيره : ما لها من نظرة . والمعنيان قريبان . ويقولون : أفاق [ ص: 462 ] السكران يفيق ، وذلك من أوبة عقله إليه . والأفاويق : ما اجتمع من الماء في السحاب .

                                                          ومن الباب الفوق : فوق السهم وسمي لأن الوتر يجعل كأنه قد رد فيه ، والجمع أفواق . ويقولون : فقى ، وهو مقلوب . ويقال سهم أفوق ، إذا انكسر فوقه .

                                                          ومما شذ عن هذين الأصلين قولهم : هو يفوق بنفسه . وهذا من باب الإبدال وإنما أصله يسوق ، والفاء بدل من السين ، وذلك إذا جاد بنفسه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية