الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عزل ) العين والزاء واللام أصل صحيح يدل على تنحية وإمالة تقول : عزل الإنسان الشيء يعزله ، إذا نحاه في جانب . وهو بمعزل وفي معزل من أصحابه ، أي في ناحية عنهم . والعزلة : الاعتزال . والرجل يعزل عن المرأة ، إذا لم يرد ولدها .

                                                          ومن الباب : الأعزل : الذي لا رمح معه . وقال بعضهم : الأعزل الذي ليس معه شيء من السلاح يقاتل به ، فهو يعتزل الحرب ، ذكر [ ه ] الخليل ، وأنشد :


                                                          لا معازيل في الحروب ولكن كشفا لا يرامون يوم اهتضام



                                                          وشبه بهذا الكوكب الذي يقال له السماك الأعزل . وإنما سمي أعزل لأن ثم سماكا آخر يقال له الرامح ، بكوكب يقدمه يقولون هو رمحه . فهذا سمي [ ص: 308 ] لذلك أعزل . ويقال إن المعزال من الناس : [ الذي ] لا ينزل مع القوم في السفر ولكن ينزل ناحية . قال الأعشى :


                                                          تذهل الشيخ عن بنيه وتلوي     بلبون المعزابة المعزال



                                                          والأعزل من الدواب : الذي يميل ذنبه إلى أحد جنبيه . فأما العزلاء ففم المزادة . ومحتمل أن يكون شاذا عن هذا الأصل الذي ذكرناه ، ويمكن أن يجمع بينهما على بعد ، وهو إلى الشذوذ أقرب . ويقال : أرسلت السماء عزاليها ، إذا جاءت بمنهمر من المطر . وأنشد :


                                                          تهمرها الكف على انطوائها     همر شعيب الغرف من عزلائها



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية