الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( غبط ) الغين والباء والطاء أصل صحيح له ثلاثة وجوه : أحدها دوام الشيء ولزومه ، [ والآخر الجس ] ، والآخر نوع من الحسد .

                                                          فالأول قولهم : أغبطت عليه الحمى ، أي دامت . وأغبطت الرحل على ظهر البعير ، إذا أدمته عليه ولم تحطه عنه . ولذلك سمي الرحل غبيطا ، والجمع غبط . قال الحارث بن وعلة :


                                                          أم هل تركت نساء الحي ضاحية في قاعة الدار يستوقدن بالغبط

                                                          ومن هذا الغبطة : حسن الحال ودوام المسرة والخير .

                                                          والأصل الآخر الغبط ، يقال : غبطت الشاة ، إذا جسستها بيدك تنظر بها سمن . قال :


                                                          إني وأتيي بجيرا حين أسأله     كالغابط الكلب يرجو الطرق في الذنب


                                                          ومن هذا الباب : الغبيط : أرض مطمئنة ، كأنها غبطت حتى اطمأنت .

                                                          [ ص: 411 ] والثالث الغبط ، وهو حسد يقال إنه غير مذموم ، لأنه يتمنى ولا يريد زوال النعمة من غيره ، والحسد بخلاف هذا . وفي الدعاء . " اللهم غبطا لا هبطا " ، ومعناه اللهم [ نسألك أن ] نغبط ولا نهبط ، أي لا نحط .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية