( عكم ) العين والكاف والميم أصل صحيح يدل على ضم وجمع لشيء في وعاء . قال
الخليل : يقال عكمت المتاع أعكمه عكما ، إذا جمعته في وعاء . والعكمان : العدلان يشدان من جانبي الهودج . قال :
يا رب زوجني عجوزا كبيرة فلا جد لي يا رب بالفتيات تحدثني عما مضى من شبابها
وتطعمني من عكمها تمرات
ويقال في المثل للمتساويين : " وقعا كالعكمين " . وأعكمت الرجل : أعنته على حمل عكمه . وعاكمته : حملت معه . قال
القطامي في أعكم :
إذا وكرت منها قطاة سقاءها فلا تعكم الأخرى ولا تستعينها
[ ص: 101 ] أي إنها تحمل الماء إلى فراخها في حواصلها ، فإذا ملأت حوصلتها لم تعن القطاة الأخرى على حملها .
وتقول : أعكمني ، أي أعني على حمل العكم . فإن أمرته بحمله قلت : إعكمني مكسورة الألف إن ابتدأت ، ومدرجة إن وصلت . كما تقول أبغني ثوبا ، أي أعني على طلبه .
ويقال عكمت الناقة وغيرها : حملت شحما على شحم ، وسمنا على سمن . واعتكم الشيء وارتكم ، بمعنى .
وأما قولهم عكم عنه ، إذا عدل جبنا ، فهو من الباب ، لأن الفزع إلى جانب يتضام . وقال :
ولاحته من بعد الورود ظماءة ولم يك عن ورد المياه عكوما أي لم ينصرف ولم يتضام إلى جانب . فأما قوله :
فجال فلم يعكم وشيع إلفه بمنقطع الغضراء شد موالف
فقوله : " لم يعكم " معناه لم يكر ، لأن الكار على الشيء متضام إليه .
ويقال : ما عكم عن شتمي ، أي ما انقبض . ومنه قول
الهذلي :
أزهير هل عن شيبة من معكم أم لا خلود لباذل متكرم
[ ص: 102 ] يريد بمعكم : المعدل .
وأما قول
الخليل يقال للدابة إذا شربت فامتلأ بطنها : ما بقيت في جوفها هزمة ولا عكمة إلا امتلأت ، فإنه يريد بالعكمة الموضع الذي يجتمع فيه الماء فيروى . والقياس واحد . قال :
حتى إذا ما بلت العكوما من قصب الأجواف والهزوما ومن الباب : رجل معكم ، أي صلب اللحم .
( عَكَمَ ) الْعَيْنُ وَالْكَافُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى ضَمٍّ وَجَمْعٍ لِشَيْءٍ فِي وِعَاءٍ . قَالَ
الْخَلِيلُ : يُقَالُ عَكَمْتُ الْمَتَاعَ أَعْكِمُهُ عَكْمًا ، إِذَا جَمَعْتَهُ فِي وِعَاءٍ . وَالْعِكْمَانُ : الْعِدْلَانِ يُشَدَّانِ مِنْ جَانِبِي الْهَوْدَجِ . قَالَ :
يَا رَبِّ زَوِّجْنِي عَجُوزًا كَبِيرَةً فَلَا جَدَّ لِي يَا رَبِّ بِالْفَتَيَاتِ تُحَدِّثُنِي عَمَّا مَضَى مِنْ شَبَابِهَا
وَتُطْعِمُنِي مِنْ عِكْمِهَا تَمَرَاتِ
وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ لِلْمُتَسَاوِيَيْنِ : " وَقَعَا كَالْعِكْمَيْنِ " . وَأَعْكَمْتُ الرَّجُلَ : أَعَنْتُهُ عَلَى حَمْلِ عِكْمِهِ . وَعَاكَمْتُهُ : حَمَلْتُ مَعَهُ . قَالَ
الْقُطَامِيُّ فِي أَعْكَمَ :
إِذَا وَكَّرَتْ مِنْهَا قَطَاةٌ سِقَاءَهَا فَلَا تُعْكِمُ الْأُخْرَى وَلَا تَسْتَعِينُهَا
[ ص: 101 ] أَيْ إِنَّهَا تَحْمِلُ الْمَاءَ إِلَى فِرَاخِهَا فِي حَوَاصِلِهَا ، فَإِذَا مَلَأَتْ حَوْصَلَتَهَا لَمْ تُعِنِ الْقَطَاةَ الْأُخْرَى عَلَى حَمْلِهَا .
وَتَقُولُ : أَعْكِمْنِي ، أَيْ أَعِنِّي عَلَى حَمْلِ الْعِكْمِ . فَإِنْ أَمَرْتَهُ بِحَمْلِهِ قُلْتَ : إِعْكِمْنِي مَكْسُورَةَ الْأَلِفِ إِنِ ابْتَدَأْتَ ، وَمُدَرَّجَةً إِنْ وَصَلْتَ . كَمَا تَقُولُ أَبْغِنِي ثَوْبًا ، أَيْ أَعِنِّي عَلَى طَلَبِهِ .
وَيُقَالُ عَكَمَتِ النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا : حَمَلَتْ شَحْمًا عَلَى شَحْمٍ ، وَسِمَنًا عَلَى سِمَنٍ . وَاعْتَكَمَ الشَّيْءُ وَارْتَكَمَ ، بِمَعْنًى .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ عَكَمَ عَنْهُ ، إِذَا عَدَلَ جُبْنًا ، فَهُوَ مِنَ الْبَابِ ، لِأَنَّ الْفَزِعَ إِلَى جَانِبٍ يَتَضَامُّ . وَقَالَ :
وَلَاحَتْهُ مِنْ بَعْدِ الْوُرُودِ ظَمَاءَةٌ وَلَمْ يَكُ عَنْ وَرْدِ الْمِيَاهِ عَكُومًا أَيْ لَمْ يَنْصَرِفْ وَلَمْ يَتَضَامَّ إِلَى جَانِبٍ . فَأَمَّا قَوْلُهُ :
فَجَالَ فَلَمْ يَعْكِمْ وَشَيَّعَ إِلْفَهُ بِمُنْقَطَعِ الْغَضْرَاءِ شَدٌّ مُوَالِفُ
فَقَوْلُهُ : " لَمْ يَعْكِمْ " مَعْنَاهُ لَمْ يَكُرَّ ، لِأَنَّ الْكَارَّ عَلَى الشَّيْءِ مُتَضَامٌّ إِلَيْهِ .
وَيُقَالُ : مَا عَكَمَ عَنْ شَتْمِي ، أَيْ مَا انْقَبَضَ . وَمِنْهُ قَوْلُ
الْهُذَلِيِّ :
أَزُهَيْرُ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَعْكَمٍ أَمْ لَا خُلُودَ لِبَاذِلٍ مُتَكَرِّمِ
[ ص: 102 ] يُرِيدُ بِمَعْكِمٍ : الْمَعْدِلَ .
وَأَمَّا قَوْلُ
الْخَلِيلِ يُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذَا شَرِبَتْ فَامْتَلَأَ بَطْنُهَا : مَا بَقِيَتْ فِي جَوْفِهَا هَزْمَةٌ وَلَا عَكْمَةٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ بِالْعَكْمَةِ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ فَيَرْوَى . وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ . قَالَ :
حَتَّى إِذَا مَا بَلَّتِ الْعُكُومَا مِنْ قَصَبِ الْأَجْوَافِ وَالْهُزُومَا وَمِنَ الْبَابِ : رَجُلٌ مُعَكَّمٌ ، أَيْ صُلْبُ اللَّحْمِ .