( عرف ) العين والراء والفاء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض ، والآخر على السكون والطمأنينة .
فالأول العرف : عرف الفرس . وسمي بذلك لتتابع الشعر عليه . ويقال : جاءت القطا عرفا عرفا ، أي بعضها خلف بعض .
ومن الباب :
العرفة وجمعها عرف ، وهي أرض منقادة مرتفعة بين سهلتين تنبت ، كأنها عرف فرس . ومن الشعر في ذلك . . .
والأصل الآخر المعرفة والعرفان . تقول : عرف فلان فلانا عرفانا ومعرفة . وهذا أمر معروف . وهذا يدل على ما قلناه من سكونه إليه ، لأن من أنكر شيئا توحش منه ونبا عنه .
ومن الباب العرف ، وهي الرائحة الطيبة . وهي القياس ، لأن النفس تسكن إليها . يقال : ما أطيب عرفه . قال الله - سبحانه وتعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6ويدخلهم الجنة عرفها لهم ، أي طيبها . قال :
ألا رب يوم قد لهوت وليلة بواضحة الخدين طيبة العرف
والعرف : المعروف ، وسمي بذلك لأن النفوس تسكن إليه . قال
النابغة :
أبى الله إلا عدله ووفاءه فلا النكر معروف ولا العرف ضائع
[ ص: 282 ] فأما العريف فقال
الخليل : هو القيم بأمر قوم قد عرف عليهم . قال : وإنما سمي عريفا لأنه عرف بذلك . ويقال بل العرافة كالولاية ، وكأنه سمي بذلك ليعرف أحوالهم .
وأما
عرفات فقال قوم : سميت بذلك لأن
آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها . وقال آخرون . بل سميت بذلك لأن
جبريل - عليه السلام - لما علم
إبراهيم - عليه السلام - مناسك الحج قال له : أعرفت ؟ وقال قوم : بل سميت بذلك لأنه مكان مقدس معظم ، كأنه قد عرف ، كما ذكرنا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6ويدخلهم الجنة عرفها لهم . والوقوف بعرفات تعريف . والتعريف : تعريف الضالة واللقطة ، أن يقول : من يعرف هذا ؟ ويقال : اعترف بالشيء ، إذا أقر ، كأنه عرفه فأقر به . ويقال : النفس عروف ، إذا حملت على أمر فباءت به أي اطمأنت . وقال :
فآبوا بالنساء مردفات عوارف بعد كن واتجاح
من الوجاح ، وهو الستر .
والعارف : الصابر ، يقال أصابته مصيبة فوجد عروفا ، أي صابرا . قال
النابغة :
على عارفات للطعان عوابس بهن كلوم بين دام وجالب
( عَرَفَ ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْفَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى تَتَابُعِ الشَّيْءِ مُتَّصِلًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ، وَالْآخَرُ عَلَى السُّكُونِ وَالطُّمَأْنِينَةِ .
فَالْأَوَّلُ الْعُرْفُ : عُرْفُ الْفَرَسِ . وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَتَابُعِ الشَّعْرِ عَلَيْهِ . وَيُقَالُ : جَاءَتِ الْقَطَا عُرْفًا عُرْفًا ، أَيْ بَعْضُهَا خَلْفَ بَعْضٍ .
وَمِنَ الْبَابِ :
الْعُرْفَةُ وَجَمْعُهَا عُرَفٌ ، وَهِيَ أَرْضٌ مُنْقَادَةٌ مُرْتَفِعَةٌ بَيْنَ سَهْلَتَيْنِ تُنْبِتُ ، كَأَنَّهَا عُرْفُ فَرَسٍ . وَمِنَ الشِّعْرِ فِي ذَلِكَ . . .
وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمَعْرِفَةُ وَالْعِرْفَانُ . تَقُولُ : عَرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا عِرْفَانًا وَمَعْرِفَةً . وَهَذَا أَمْرٌ مَعْرُوفٌ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ سُكُونِهِ إِلَيْهِ ، لِأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا تَوَحَّشَ مِنْهُ وَنَبَا عَنْهُ .
وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْفُ ، وَهِيَ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ . وَهِيَ الْقِيَاسُ ، لِأَنَّ النَّفْسَ تَسْكُنُ إِلَيْهَا . يُقَالُ : مَا أَطْيَبَ عَرْفَهُ . قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ، أَيْ طَيَّبَهَا . قَالَ :
أَلَا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ لَهَوْتُ وَلَيْلَةٍ بِوَاضِحَةِ الْخَدَّيْنِ طَيِّبَةِ الْعَرْفِ
وَالْعُرْفُ : الْمَعْرُوفُ ، وَسَمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النُّفُوسَ تَسْكُنُ إِلَيْهِ . قَالَ
النَّابِغَةُ :
أَبَى اللَّهُ إِلَّا عَدْلَهُ وَوَفَاءَهُ فَلَا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ وَلَا الْعُرْفُ ضَائِعُ
[ ص: 282 ] فَأَمَّا الْعَرِيفُ فَقَالَ
الْخَلِيلُ : هُوَ الْقَيِّمُ بِأَمْرِ قَوْمٍ قَدْ عَرَفَ عَلَيْهِمْ . قَالَ : وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيفًا لِأَنَّهُ عُرِفَ بِذَلِكَ . وَيُقَالُ بَلِ الْعِرَافَةُ كَالْوِلَايَةِ ، وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِيَعْرِفَ أَحْوَالَهُمْ .
وَأَمَّا
عَرَفَاتُ فَقَالَ قَوْمٌ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ
آدَمَ وَحَوَّاءَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - تَعَارَفَا بِهَا . وَقَالَ آخَرُونَ . بَلْ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا عَلَّمَ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَنَاسِكَ الْحَجِّ قَالَ لَهُ : أَعَرَفْتَ ؟ وَقَالَ قَوْمٌ : بَلْ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَكَانٌ مُقَدَّسٌ مُعَظَّمٌ ، كَأَنَّهُ قَدْ عُرِّفَ ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ . وَالْوُقُوفُ بِعَرَفَاتَ تَعْرِيفٌ . وَالتَّعْرِيفُ : تَعْرِيفُ الضَّالَّةِ وَاللُّقَطَةِ ، أَنْ يَقُولَ : مَنْ يَعْرِفُ هَذَا ؟ وَيُقَالُ : اعْتَرَفَ بِالشَّيْءِ ، إِذَا أَقَرَّ ، كَأَنَّهُ عَرَّفَهُ فَأَقَرَّ بِهِ . وَيُقَالُ : النَّفْسُ عَرُوفٌ ، إِذَا حُمِلَتْ عَلَى أَمْرٍ فَبَاءَتْ بِهِ أَيِ اطْمَأَنَّتْ . وَقَالَ :
فَآبُوا بِالنِّسَاءِ مُرَدَّفَاتٍ عَوَارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وَاتِّجَاحِ
مِنَ الْوِجَاحِ ، وَهُوَ السِّتْرُ .
وَالْعَارِفُ : الصَّابِرُ ، يُقَالُ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَوُجِدَ عَرُوفًا ، أَيْ صَابِرًا . قَالَ
النَّابِغَةُ :
عَلَى عَارِفَاتٍ لِلطِّعَانِ عَوَابِسٍ بِهِنَّ كُلُومٌ بَيْنَ دَامٍ وَجَالِبِ