الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عكم ) العين والكاف والميم أصل صحيح يدل على ضم وجمع لشيء في وعاء . قال الخليل : يقال عكمت المتاع أعكمه عكما ، إذا جمعته في وعاء . والعكمان : العدلان يشدان من جانبي الهودج . قال :


                                                          يا رب زوجني عجوزا كبيرة فلا جد لي يا رب بالفتيات     تحدثني عما مضى من شبابها
                                                          وتطعمني من عكمها تمرات

                                                          ويقال في المثل للمتساويين : " وقعا كالعكمين " . وأعكمت الرجل : أعنته على حمل عكمه . وعاكمته : حملت معه . قال القطامي في أعكم :


                                                          إذا وكرت منها قطاة سقاءها     فلا تعكم الأخرى ولا تستعينها



                                                          [ ص: 101 ] أي إنها تحمل الماء إلى فراخها في حواصلها ، فإذا ملأت حوصلتها لم تعن القطاة الأخرى على حملها .

                                                          وتقول : أعكمني ، أي أعني على حمل العكم . فإن أمرته بحمله قلت : إعكمني مكسورة الألف إن ابتدأت ، ومدرجة إن وصلت . كما تقول أبغني ثوبا ، أي أعني على طلبه .

                                                          ويقال عكمت الناقة وغيرها : حملت شحما على شحم ، وسمنا على سمن . واعتكم الشيء وارتكم ، بمعنى .

                                                          وأما قولهم عكم عنه ، إذا عدل جبنا ، فهو من الباب ، لأن الفزع إلى جانب يتضام . وقال :

                                                          ولاحته من بعد الورود ظماءة ولم يك عن ورد المياه عكوما أي لم ينصرف ولم يتضام إلى جانب . فأما قوله :

                                                          فجال فلم يعكم وشيع إلفه بمنقطع الغضراء شد موالف

                                                          فقوله : " لم يعكم " معناه لم يكر ، لأن الكار على الشيء متضام إليه .

                                                          ويقال : ما عكم عن شتمي ، أي ما انقبض . ومنه قول الهذلي :


                                                          أزهير هل عن شيبة من معكم     أم لا خلود لباذل متكرم



                                                          [ ص: 102 ] يريد بمعكم : المعدل .

                                                          وأما قول الخليل يقال للدابة إذا شربت فامتلأ بطنها : ما بقيت في جوفها هزمة ولا عكمة إلا امتلأت ، فإنه يريد بالعكمة الموضع الذي يجتمع فيه الماء فيروى . والقياس واحد . قال :

                                                          حتى إذا ما بلت العكوما من قصب الأجواف والهزوما ومن الباب : رجل معكم ، أي صلب اللحم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية