الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عجب ) العين والجيم والباء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على كبر واستكبار للشيء ، والآخر خلقة من خلق الحيوان .

                                                          فالأول العجب ، وهو أن يتكبر الإنسان في نفسه . تقول : هو معجب بنفسه . وتقول من باب العجب : عجب يعجب عجبا ، وأمر عجيب ، وذلك إذا استكبر واستعظم . قالوا : وزعم الخليل أن بين العجيب والعجاب فرقا . فأما العجيب والعجب مثله فالأمر يتعجب منه ، وأما العجاب فالذي يجاوز [ ص: 244 ] حد العجيب . قال : وذلك مثل الطويل والطوال ، فالطويل في الناس كثير ، والطوال : الأهوج الطول . ويقولون : عجب عاجب . والاستعجاب : شدة التعجب; يقال مستعجب ومتعجب مما يرى . قال أوس :


                                                          ومستعجب مما يرى من أناتنا ولو زبنته الحرب لم يترمرم



                                                          وقصة عجب . وأعجبني هذا الشيء ، وقد أعجبت به . وشيء معجب ، إذا كان حسنا جدا .

                                                          والأصل الآخر العجب ، وهو من كل دابة ما ضمت عليه الوركان من أصل الذنب المغروز في مؤخر العجز . وعجوب الكثبان سميت عجوبا تشبيها بذلك ، وذلك أنها أواخر الكثبان المستدقة . قال لبيد :


                                                          بعجوب أنقاء يميل هيامها



                                                          وناقة عجباء : بينة العجب والعجبة ، وشد ما عجبت ، وذلك إذا دق أعلى مؤخرها وأشرفت جاعرتاها; وهي خلقة قبيحة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية