الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 228 ] باب العين والثاء وما يثلثهما

                                                          ( عثر ) العين والثاء والراء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على الاطلاع على الشيء ، والآخر [ على ] الإثارة للغبار .

                                                          فالأول عثر عثورا ، وعثر الفرس يعثر عثارا ، وذلك إذا سقط لوجهه . قال بعض أهل العلم : إنما قيل عثر من الاطلاع ، وذلك أن كل عاثر فلا بد أن ينظر إلى موضع عثرته . ويقال : عثر الرجل يعثر عثورا وعثرا ، إذا اطلع على أمر لم يطلع عليه غيره . كذا قال الخليل . وأعثرت فلانا على كذا ، إذا أطلعته عليه . قال الله - تعالى : فإن عثر على أنهما استحقا إثما ، أي إن اطلع . وقال تعالى : وكذلك أعثرنا عليهم . والعاثور : المكان يعثر به . قال :


                                                          وبلدة كثيرة العاثور



                                                          أراد كثيرة المتالف .

                                                          والأصل الآخر العثير [ والعثيرة ] ، وهو الغبار الساطع . قال :


                                                          ترى لهم حول الصقعل عثيره



                                                          فأما قولهم : ما رأيت له أثرا ولا عثيرا ، فقالوا : العثير : ما قلب من تراب أو مدر . وهو راجع إلى ما ذكرناه . وقال :

                                                          [ ص: 229 ]

                                                          لقد عيثرت طيرك لو تعيف



                                                          أي رأيتها جرت ، كأنه أراد الأثر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية