الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1890 - (خت م 4) : رجاء بن حيوة بن جرول ، ويقال : جندل بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن [ ص: 152 ] الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة الكندي ، أبو المقدام ، ويقال : أبو نصر ، الشامي الفلسطيني ، ويقال : الأردني ، يقال : إن لجده جرول صحبة .

                                                                          روى عن : جابر بن عبد الله ، وجنادة بن أبي أمية ، والحارث بن حرمل الحضرمي ، وأبيه حيوة الكندي ، وخالد بن يزيد بن معاوية ، وذكوان أبي صالح السمان (خت م) ، وسعد بن مالك أبي سعيد الخدري ، وصدي بن عجلان أبي أمامة الباهلي (س) ، وعبادة بن الصامت ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ، وعبد الملك بن مروان بن الحكم ، وعدي بن عميرة الكندي (س) ، وعمر بن عبد العزيز ، وقبيصة بن ذؤيب (د ق) ، ومحمود بن الربيع ، والمسور بن مخرمة ، ومعاذ بن جبل ولم يدركه ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ونعيم بن سلامة الأردني ، والنواس بن سمعان من وجه ضعيف ، ووراد كاتب المغيرة بن شعبة (د ت ق) ، ويعلى بن عقبة (س) ، وأبي الدرداء ، وأم الدرداء الصغرى .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أبي عبلة ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، وثور بن يزيد (د ت ق) ، وجراد بن مجالد بن عمير ، والحكم بن عتيبة ، وحميد الطويل ، ورجاء بن أبي سلمة ، وابنه عاصم بن رجاء بن حيوة ، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، وعبد الله بن عون (د س) ، وعبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون ، وعبد الرحمن بن حسان الكناني ، وعبد الكريم بن الحارث ، وعبد الملك بن عمير ، وعدي بن عدي بن [ ص: 153 ] عميرة الكندي (س) ، وعدي بن عميرة الكندي (س) وهو من شيوخه ، وعروة بن رويم اللخمي ، وعمرو بن سعد الفدكي ، وأبو سنان عيسى بن سنان ، وقتادة بن دعامة ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب (س) ، ومحمد بن عجلان (خت م) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومطر الوراق (د ق) ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، وأبو إسحاق السبيعي ، وأبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك ، وأبو نصر الهلالي (س) .

                                                                          ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة .

                                                                          وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال البخاري : قال ابن أبي الأسود عن ابن مهدي عن شعبة عن الحكم : كان رجاء بن حيوة قاصا . وقدم الكوفة .

                                                                          وقال أبو مسهر : كان من مدينة يقال لها بيسان ثم انتقل إلى فلسطين .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة فاضلا كثير العلم .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي والنسائي : شامي ثقة .

                                                                          [ ص: 154 ] وقال مغيرة بن مغيرة الرملي ، عن مسلمة بن عبد الملك : إن في كندة لثلاثة إن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء : رجاء بن حيوة ، وعبادة بن نسي ، وعدي بن عدي .

                                                                          وقال يحيى بن حمزة ، عن موسى بن يسار : كان رجاء بن حيوة ، وعدي بن عدي ومكحول في المسجد ، فسأل رجل مكحولا عن مسألة ، فقال مكحول : سلوا شيخنا وسيدنا رجاء بن حيوة .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن رجاء بن أبي سلمة : قال مكحول : ما زلت مضطلعا على من ناوأني حتى أعانهم علي رجاء بن حيوة ، وذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم . وفي رواية : ما زلت مستقلا بمن بغاني حتى أعانهم علي رجاء بن حيوة ، وذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن مطر الوراق : ما لقيت شاميا أفضل - وفي رواية : أفقه - من رجاء بن حيوة إلا أنه إذا حركته وجدته شاميا ، وربما جرى الشيء فيقول فعل عبد الملك بن مروان رحمة الله عليه . قال مطر : ما نعلم أحدا جازت شهادته وحده إلا رجاء بن حيوة ، يعني : أنه صدق على عهد عمر بن عبد العزيز وحده .

                                                                          وقال ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة : قال نعيم بن سلامة : ما بالشام أحد أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة .

                                                                          [ ص: 155 ] وقال ضمرة ، عن رجاء ، عن إبراهيم بن يزيد : قدمت بحلل من عند عروة بن محمد بن عطية السعدي إلى عمر بن عبد العزيز ، فعزل منها حلة ، قال : هذه لخليلي رجاء بن حيوة .

                                                                          وقال أبو أسامة : كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة .

                                                                          وقال سهيل القطعي ، عن ابن عون : ما أدركت من الناس أحدا أعظم رجاء لأهل الإسلام من القاسم بن محمد ، ومحمد بن سيرين ، ورجاء بن حيوة .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن ابن عون : رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم : محمد بن سيرين بالعراق ، والقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام .

                                                                          وقال النضر بن شميل ، عن ابن عون : لقيت ثلاثة كأنهم اجتمعوا فتواصوا : ابن سيرين بالبصرة ، ورجاء بالشام ، والقاسم بن محمد بالمدينة .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن عون : كان إبراهيم النخعي ، والحسن والشعبي يأتون بالحديث على المعاني ، وكان القاسم بن محمد ، ومحمد بن سيرين ، ورجاء بن حيوة يعيدون الحديث على حروفه .

                                                                          وقال عبد الله بن لهيعة ، عن ابن عجلان ، عن رجاء بن حيوة : يقال ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان ، وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى ، [ ص: 156 ] وما أحسن التقوى ويزينه العلم ، وما أحسن العلم ويزينه الحلم ، وما أحسن الحلم ويزينه الرفق .

                                                                          وقال ضمرة ، عن إبراهيم بن أبي عبلة : كنا نجلس إلى عطاء الخراساني فكان يدعو بعد الصبح بدعوات ، قال : فغاب ، فتكلم رجل من المؤذنين ، فأنكر رجاء بن حيوة صوته ، فقال رجاء : من هذا ؟ قال : أنا يا أبا المقدام ، فقال : اسكت ، فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله .

                                                                          وقال صفوان بن صالح ، عن عبد الله بن كثير القارئ ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : كنا مع رجاء بن حيوة فتذاكرنا شكر النعم ، فقال : ما أحد يقوم بشكر نعمة ، وخلفنا رجل على رأسه كساء فكشف الكساء عن رأسه ، فقال : ولا أمير المؤمنين ؟ قلنا : وما ذكر أمير المؤمنين ها هنا ؟ إنما أمير المؤمنين رجل من الناس . فغفلنا عنه ، فالتفت رجاء فلم يره ، فقال : أتيتم من صاحب الكساء ، ولكن إن دعيتم واستحلفتم فاحلفوا . فما علمنا إلا وبحرسي قد أقبل فقال : أجيبوا أمير المؤمنين . فأتينا باب هشام ، فأذن لرجاء من بيننا ، فلما دخل عليه ، قال : هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له ؟ قال : فقلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ذكرتم شكر النعم فقلتم : ما أحد يقوم بشكر نعمة ، قيل لكم : ولا أمير المؤمنين ، فقلتم : أمير المؤمنين رجل من الناس . فقلت : لم يكن ذلك . قال : آلله ؟ قلت : آلله . قال رجاء : فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطا ، وخرجت وهو متلوث في دمه ، فقال : هذا وأنت ابن حيوة ! ! قلت : سبعون سوطا في ظهرك خير من دم مؤمن . قال ابن جابر : وكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس التفت فقال : احذروا صاحب الكساء .

                                                                          [ ص: 157 ] قال الهيثم بن عدي : مات زمن هشام بن عبد الملك .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وغير واحد : مات سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          استشهد به البخاري ، وروى له الباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية