الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2020 - (ل) : زهير بن نعيم البابي السلولي . ويقال : العجلي أبو عبد الرحمن السجستاني نزيل البصرة .

                                                                          روى عن : بشر بن منصور السليمي ، وسلام بن أبي مطيع (ل) ، ويزيد الرقاشي مرسل .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعيد بن أنس ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي (ل) ، وأحمد بن عبد الرحمن العنبري ، والحسن بن سعيد الباهلي ، نزيل الري ، وسليمان بن أيوب صاحب البصري ، وعبد الله بن عبد الغفار الكرماني ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود ، وعبد الرحمن بن عمر الزهري رستة ، وعبد الملك بن سعيد بن ثوبان ، وعبيد الله بن محمد بن عائشة ، وعمرو بن علي الفلاس ، والفضل بن موسى بن عيسى البصري مولى بني هاشم ، ومحمد بن الفضل عارم ، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان ، ومسلم بن حاتم الأنصاري .

                                                                          وكان أحد العباد والزهاد والمتقشفين .

                                                                          قال أحمد بن عصام الأصبهاني ، عن زهير بن نعيم : إن هذا الأمر لا يتم إلا بشيئين : الصبر واليقين .

                                                                          [ ص: 427 ] وقال أيضا : كان يدي في يد زهير أمشي معه فانتهينا إلى رجل مكفوف يقرأ ، فلما سمع قراءته وقف ونظر وقال : لا تغرنك قراءته ، والله والله إنه شر من الغناء وضرب العود ، وكان مهيبا فلم أسأله يومئذ ، فلما أن كان بعد أيام ارتفع إلى بني قشير فقمت وسلمت عليه فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنك قلت لي يوم كذا وكذا فكان نصب عينيه فقال لي : يا أخي نعم ، لأن يطلب الرجل هذه الدنيا بالزمر والغناء والعود خير من أن يطلبها بالدين .

                                                                          وقال سلمة بن شبيب ، عن سهل بن عاصم : قلت لزهير بن نعيم . يا أبا عبد الرحمن ألك حاجة ؟ قال : نعم . قلت : وما هي ؟ قال : تتقي الله فوالله لأن تتقي الله أحب إلي من أن يصير الحائط ذهبا .

                                                                          قال سهل : وحدثنا عبد الله بن عبد الغفار الكرماني ، قال : صعدت إلى زهير بن نعيم ، وقد سقط من سطحه ، وذلك بعدما ذهب بصره ، وهو متهشم الوجه بحال شديد ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن كيف حالك ؟ قال : على ما ترى وما يسرني أنه باشر هذا الخلق وهي الدنيا فلتصنع ما شاءت .

                                                                          قال سهل : وسمعت عنشط بن زياد يقول : سمعت زهير بن نعيم يقول : جالست الناس منذ خمسين سنة فما رأيت أحدا إلا وهو يتبع الهوى حتى إنه ليخطئ فيحب أن الناس قد أخطأوا ، ولأن أسمع في جلدي صوت ضرب أحب إلي من أن يقال لي أخطأ فلان .

                                                                          قال سهل : وسمعت زهيرا يقول : وددت أن جسدي قرض بالمقاريض ، وأن هذا الخلق أطاعوا الله .

                                                                          [ ص: 428 ] روى له أبو داود في كتاب " المسائل " ، عن سلام بن أبي مطيع قوله : " الجهمية كفار لا يصلى خلفهم " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية