الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1929 - (ت ق) : روح بن جناح القرشي الأموي ، أبو سعد ، ويقال : أبو سعيد الدمشقي ، أخو مروان بن جناح ، مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان .

                                                                          روى عن : أبي الجهم سليمان بن الجهم ، وشهر بن حوشب ، [ ص: 234 ] وعبد الملك بن الحسين أبي مالك النخعي ، وعطاء بن السائب ، وعطاء بن نافع الكيخاراني ، وعمر بن عبد العزيز ، ومجاهد (ت ق) ، محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وموسى بن عبد الملك ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، ومولى لعمر بن عبد العزيز .

                                                                          روى عنه : عبد المهيمن بن عبد الرحمن ختن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، والوليد بن مسلم (ت ق) .

                                                                          قال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : ثقة ، إلا أن مروان يعني أخاه أوثق منه .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي ، وفي نسخة أخرى : سألت أبا زرعة ، عنه فقال : شيخ دمشقي ، قلت : ما حاله ؟ قال : أخوه مروان بن جناح أحب إلي منه . قلت : روح ليس بقوي ؟ (قال : نعم) قال : وسئل أبي عن روح بن جناح فقال : أخوه مروان بن جناح أحب إلي منه ، يكتب حديثهما ولا يحتج بهما .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ذكر عن الزهري حديثا معضلا فيه ذكر البيت المعمور ، فإن كان قال : سمعت الزهري أرجئ ونظر في أمره .

                                                                          [ ص: 235 ] وقال الحاكم أبو أحمد : لا يتابع في حديثه ، حديثه ليس بالقائم ، وذكر حديثه في البيت المعمور ثم قال : هذا حديث منكر لا نعلم له أصلا من حديث أبي هريرة ، ولا من حديث سعيد بن المسيب ، ولا من حديث الزهري .

                                                                          وقال العقيلي : قصة البيت المعمور لا يتابع عليه .

                                                                          وقال النسائي : ليس بالقوي .

                                                                          وقال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ : في أمره نظر .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : يروي عن مجاهد أحاديث مناكير لا شيء .

                                                                          وذكر له أبو أحمد ابن عدي أحاديث ثم قال : ولروح بن جناح غير ما ذكرت من الحديث قليل ، وعامة حديثه ما ذكرت وربما أخطأ في الأسانيد ويأتي بمتون لا يأتي بها غيره ، وهو ممن يكتب حديثه .

                                                                          روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          [ ص: 236 ] أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن روح بن جناح ، عن مجاهد ، قال : بينا نحن جلوس أصحاب ابن عباس : عطاء وطاوس وعكرمة إذ جاء رجل وابن عباس قائم يصلي ، فقال : هل من مفتي ؟ فقلنا : سل ، فقال : إني كلما بلت تبعه الماء الدافق ، فقلنا : الذي يكون منه الولد ؟ قال : نعم . فقلنا : عليك الغسل . فولى الرجل وهو يرجع ، وعجل ابن عباس في صلاته فلما سلم ، قال : يا عكرمة علي بالرجل . فأتاه به ، ثم أقبل علينا ، فقال : أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله ؟ قلنا : لا ، قال : فعن سنة رسول الله ؟ قلنا : لا . قال : فعن أصحاب رسول الله ؟ قلنا : لا . فقال ابن عباس : فعمن ؟ قال : قلنا عن رأينا . فقال : لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " ثم أقبل على الرجل فقال : أرأيت إذا كان ذلك منك هل تجد شهوة في قلبك ؟ قال : لا قال : فهل تجد خدرا في جسدك ؟ قال : لا . فقال : إنما هذا أبرده يجزيك منه الوضوء .

                                                                          روى الترمذي منه قوله : " فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " دون القصة ، عن محمد بن إسماعيل البخاري عن إبراهيم بن موسى الفراء ، عن الوليد بن مسلم وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          [ ص: 237 ] وروى ابن ماجه ذلك منه ، عن هشام بن عمار ، عن الوليد بن مسلم فوقع لنا بدلا عاليا . وقد وقع لنا حديث هشام بن عمار عاليا أيضا .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل ابن العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن محمود الثقفي ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا أبو سعد روح بن جناح ، عن مجاهد أنه سمع ابن عباس يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " .

                                                                          روى له ابن ماجه حديثا آخر لكنه وهم في إسناده فقال : عن مروان بن جناح بدل روح بن جناح ، وقد وقع لنا عاليا على الصواب .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر ، الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد وأبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن أبي نزار ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا روح بن جناح ، عن أبي الجهم ، عن البراء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لزوال الدنيا جميعا أهون عند الله من دم يسفك بغير حق " .

                                                                          [ ص: 238 ] رواه ، عن هشام بن عمار ، عن الوليد ، عن مروان بن جناح ، عن أبي الجهم ولفظه " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق " .

                                                                          وقد رواه عبدان الأهوازي وغير واحد ، عن هشام بن عمار ، عن الوليد ، عن روح بن جناح .

                                                                          وكذلك رواه سليمان بن أحمد الواسطي ، وموسى بن عامر المري ، وعبد السلام بن عتيق : عن الوليد بن مسلم .

                                                                          ولا نعلم أحدا قال فيه " عن مروان بن جناح " غير ابن ماجه ، وذلك من أوهامه ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية