الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1859 - (خ م قد ت س ق) : الربيع بن خثيم بن عائذ بن [ ص: 71 ] عبد الله بن موهبة بن منقد بن نصر بن الحكم بن الحارث بن مالك بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثوري ، أبو يزيد الكوفي .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (س) ، وعن عبد الله بن مسعود (خ ت س ق) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (س) ، وعمرو بن ميمون الأودي (خ م ت س) ، وأبي أيوب الأنصاري (س) ، وامرأة من الأنصار (س) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم النخعي (سي) ، وبكر بن ماعز (س فق) ، وسعيد بن حيان والد أبي حيان التيمي ، وعامر الشعبي (خ م سي) ، وابنه عبد الله بن الربيع بن خثيم ، وعمرو بن ميمون الأودي (س) ، ومنذر الثوري (خ ت س ق) ، ونسير بن ذعلوق ، وهلال بن يساف (خت ت س) ، وهلال أبو ضياء ، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري (قد) .

                                                                          [ ص: 72 ] قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : لا يسأل عن مثله .

                                                                          وقال عمرو بن مرة ، عن الشعبي : كان من معادن الصدق .

                                                                          وقال سفيان الثوري ، عن أبيه : قيل لأبي وائل أيما أكبر أنت أو الربيع بن خثيم ؟ قال : أنا أكبر منه سنا ، وهو أكبر مني عقلا .

                                                                          وقال عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود : كان الربيع بن خثيم إذا دخل على عبد الله بن مسعود لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه . قال : وقال عبد الله : يا أبا يزيد ، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك ، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين .

                                                                          وقال الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه ، عن الربيع بن خثيم : كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل .

                                                                          وقال مالك بن مغول : قال الشعبي : أصفهم لك ، كأنك شهدتهم ، يعني أصحاب عبد الله : كان الربيع بن خثيم أشدهم ورعا .

                                                                          وقال سعيد بن مسروق الثوري ، عن منذر الثوري : كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال : اتق الله فيما علمت ، وما استوثر عليك فكله إلى [ ص: 73 ] عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، وما خيرتكم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه ، وما تتبعون الخير حق اتباعه ، ولا تفرون من الشر حق فراره ولا كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أدركتم ، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو ، ثم يقول : السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله بواد التمسوا دواءهن . ثم يقول : وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود .

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا أبو العباس السراج ، قال : حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سعيد ، فذكره .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد ، قال : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فأما الربيع فقيل له حين أصابه الفالج : لو تداويت ؟ فقال : لقد علمت أن الدواء حق ، ولكن ذكرت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع ، وكانت لهم الأطباء ، فما بقي المداوي ولا المداوى . فقيل له : ألا تذكر الناس ؟ قال : ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس ، إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم . وقيل له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحنا ضعفاء [ ص: 74 ] مذنبين ، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا . وكان ابن مسعود إذا رآه قال : وبشر المخبتين . أما إن محمدا صلى الله عليه وسلم لو رآك لأحبك . وكان الربيع يقول : أما بعد فأعد زادك ، وخذ في جهازك ، وكن وصي نفسك .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن أبي سهل ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد العبسي ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن ابن سيرين ، عن الربيع بن خثيم ، قال : أقلوا الكلام إلا بتسع : تسبيح ، وتكبير ، وتهليل ، وتحميد ، وسؤالك الخير ، وتعوذك من الشر ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وقراءة القرآن . رواه منذر ، عن الربيع ، مثله .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدثنا الوليد بن شجاع ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن سيار أبي الحكم ، عن أبي وائل ، قال : أتينا الربيع بن خثيم ، فقال : ما جاء بكم ؟ فقلنا : جئنا لتحمد الله ونحمده معك ، وتذكر الله ونذكره معك . قال : الحمد لله الذي لم تأتوني تقولون : جئنا لتشرب فنشرب معك ، وتزني فنزني معك .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال : حدثنا عيسى بن سليم ، عن أبي وائل ، قال : خرجنا مع عبد الله بن مسعود ومعنا الربيع بن خثيم [ ص: 75 ] فمررنا على حداد ، فقام عبد الله ينظر حديده في النار فنظر ربيع إليها فتمايل فسقط ، فمضى عبد الله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات ، فلما رآه عبد الله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية : إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا إلى قوله : ثبورا فصعق الربيع ، فاحتملناه فجئنا به إلى أهله . قال : ثم رابطه عبد الله إلى الظهر فلم يفق ، ثم رابطه إلى العصر فلم يفق ، ثم رابطه إلى المغرب فلم يفق ، ثم إنه أفاق فرجع عبد الله إلى أهله .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن شبل ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن منذر ، عن الربيع بن خثيم أنه كان يكنس الحش بنفسه ، فقيل له : إنك تكفى هذا . قال : إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن شبل ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن مالك بن مغول ، عن الشعبي ، قال : ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزر ، وقال : أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره ، أو يفتري رجل على رجل فأكلف الشهادة عليه ، ولا أغض البصر ، ولا أهدي السبيل ، أو يقع الحامل فلا أحمل عليه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيان [ ص: 76 ] قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة ، قال : حدثنا أبو أيوب ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت مالك بن دينار يقول : قالت ابنة الربيع للربيع : يا أبت ، ما لك لا تنام والناس ينامون ؟ فقال : إن النار لا تدع أباك ينام .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن شبل ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خثيم ، قال : ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن أبي سهل ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابن مهدي ، عن سفيان ، عن سرية الربيع قالت : لما حضر الربيع بكت ابنته فقال : يا بنية ، ما تبكين ؟ قولي : يا بشراي ، لقي أبي الخير .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال محمد بن سعد : توفي في ولاية عبيد الله بن زياد .

                                                                          روى له الجماعة ، أبو داود في " القدر " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية