الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1959 - (ق) : الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن [ ص: 294 ] عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي الزبيري ، أبو عبد الله بن أبي بكر المدني ، قاضي مكة .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وإبراهيم بن زيادة الليثي ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وإسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي (ق) ، وذؤيب بن عمامة السهمي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن نافع الصائغ (ق) ، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي قاضي المدينة ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ، وعتيق بن يعقوب الزبيري ، [ ص: 295 ] وأبي الحسن علي بن محمد المدائني الأخباري ، ومحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي ، ومحمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي ، وأبي غزية محمد بن موسى الأنصاري ، وأبي غسان محمد بن يحيى الكناني ، وعمه مصعب بن عبد الله الزبيري ، والنضر بن شميل المازني ، وأبي نباتة يونس بن يحيى المديني .

                                                                          روى عنه : ابن ماجه ، وأحمد بن سعيد الدمشقي ، وأحمد بن سليمان الطوسي ، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي خميصة المعروف بحرمي بن أبي العلاء المكي نزيل بغداد ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة البغدادي البزاز ، وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي ، وإسماعيل بن العباس الوراق ، وابن ابنه جعفر بن مصعب بن الزبير بن بكار ، والحسن بن علي بن نصر الطوسي ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وحماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، وعبد الله بن شبيب الربعي المدني ، وأبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، والقاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن أبي الأزهر ، وأبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي الشاهد ، ومحمد بن خلف وكيع القاضي ، ومحمد بن العباس الأخرم الأصبهاني ، وأبو يزيد محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي ، ومحمد بن علويه الفقيه ، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي ، [ ص: 296 ] وهارون بن محمد بن عبد الملك الزيات ، وأبو العباس هاشم بن القاسم بن هاشم العباسي الخطيب ، ويحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي الأنباري .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كتب عنه أبي بمكة ، ورأيته ولم أكتب عنه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : وابن أخي مصعب الزبير بن بكار يكنى أبا عبد الله من أهل العلم ، سمعت مصعبا غير مرة يقول لي بالمدينة : إن بلغ أحد منا فسيبلغ - يعني الزبير بن بكار .

                                                                          وقال الدارقطني : الزبير بن بكار ثقة .

                                                                          وقال جعفر بن محمد القارئ ، عن السري بن يحيى التميمي : لقي الزبير بن بكار إسحاق بن إبراهيم الموصلي فقال له إسحاق : يا أبا عبد الله عملت كتابا سميته كتاب النسب ، وهو كتاب الأخبار ! قال : وأنت يا أبا محمد - أيدك الله - عملت كتابا سميته كتاب الأغاني وهو كتاب المعاني ! .

                                                                          وقال المعافى بن زكريا الجريري ، عن أبي علي الحسين بن القاسم الكوكبي : لما قدم زبير إلى بغداد ، قال : اعرضوا علي [ ص: 297 ] مستمليكم . فعرضوا عليه فأباهم ، فلما حضر أبو حامد المستملي ، قال له : " من ذكرت يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال : فأعجبه أمره فاستملى عليه .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي : أنشدني ابن أبي طاهر له في الزبير بن بكار :

                                                                          ما قال " لا " قط إلا في تشهده ولا جرى لفظه إلا على " نعم "     بين الحواري والصديق نسبته
                                                                          وقد جرى ورسول الله في رحم

                                                                          وقال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد ، عن ثعلب : كان يحضر مجلس الزبير بن بكار رجل من بني هاشم له رواء وهيئة ، حسن الثوب طيب الرائحة ، وكان الزبير يكرمه ويرفع مجلسه فقال يوما للزبير : الفرزدم كان جاهليا أو تميميا ؟ فولاه الزبير ظهره وقال : اللهم اردد على قريش أخطارها !

                                                                          وقال حرمي بن أبي العلاء : قال الزبير بن بكار : ركب عمي مصعب إلى إسحاق بن إبراهيم ثم رجع من عنده فقال : لقيني علي بن صالح فأنشدني بيت شعر ، وسألني من قائله وهل فيه زيادة ؟ فقلت له : لا أدري ، وقد قدم ابن أخي ، وقل ما فاتني شيء إلا وجدت علمه عنده وأنشد البيت :

                                                                          غراب وظبي أعضب القرن ناديا     بصرم وصردان العشي تصيح

                                                                          [ ص: 298 ] وسألني لمن هو ؟ فقلت : لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .

                                                                          فقال : هل فيه زيادة ؟ فقلت : نعم :

                                                                          لعمري ليت شطت بعثمة دارها     لقد كنت من وشك الفراق أليج
                                                                          أروح بهم ثم أغدو بمثله     ويحسب أني في الثياب صحيح

                                                                          قال : فغدا علينا الغد علي بن صالح فاكتتبها .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر بن ثابت - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، عن زيد بن الحسن الكندي ، عن أبي منصور القزاز ، عنه : أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، قال : حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، قال : حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، قال : حدثنا محمد بن موسى المارستاني ، قال : حدثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : قالت ابنة أختي لأهلنا : خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة ، ولا يشتري جارية . قال : تقول المرأة : والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن روح النهرواني ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الله الدقاق قال : سمعت أبا العباس [ ص: 299 ] محمد بن إسحاق الصيرفي يقول : سألت الزبير بن بكار ، وقد جرى حديث : منذ كم زوجتك معك ؟ قال : لا تسألني ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها ، ضحيت عنها بسبعين كبشا .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني محمد بن عبد الواحد الأكبر ، وعلي بن أبي علي البصري ، قالا : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، قال : قال لنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي : توفي أبو عبد الله بن الزبير قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين ، وتوفي وقد بلغ أربعا وثمانين سنة ، ودفن بمكة ، وحضرت جنازته ، وصلى عليه ابنه مصعب . وكان سبب وفاته أن وقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم ومات . قال : وتوفي الزبير بعد فراغنا من قراءة كتاب " النسب " عليه بثلاثة أيام .

                                                                          قال الحافظ : وكان ثقة ثبتا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين ومآثر الماضين ، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارها ، وولي القضاء بمكة ، وورد بغداد وحدث بها .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية