الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 221 ] من اسمه ركانة وركين ورميح .

                                                                          1924 - (د ت ق) : ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المطلبي .

                                                                          كان من مسلمة الفتح ، وهو الذي صارع النبي فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا وذلك قبل إسلامه ، وقيل : إن ذلك كان سبب إسلامه ، وهو أمثل ما روي في مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما ما ذكر من مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل فليس لذلك أصل .

                                                                          له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه طلق امرأته البتة [ ص: 222 ] فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : " ما أردت " ؟ قال : واحدة . . . الحديث .

                                                                          قاله الشافعي (د) ، عن عمه محمد بن علي بن شافع ، عن عبد الله بن علي بن السائب ، عن نافع بن عجير ، عنه .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى : عن عبد الله بن علي بن السائب عن نافع بن عجير عن عمه ركانة بن عبد يزيد ، نحوه .

                                                                          وقال جرير بن حازم (د ت ق) : عن الزبير بن سعيد الهاشمي ، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه ، عن جده أنه طلق امرأته البتة ، قاله غير واحد ، عن جرير بن حازم .

                                                                          وقال ابن المبارك : عن الزبير بن سعيد ، عن عبد الله بن علي بن ركانة ، عن أبيه أن ركانة طلق امرأته .

                                                                          ومنها أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لكل دين خلقا وخلق هذا الدين الحياء " .

                                                                          ومنها حديث المصارعة ، وفيه : " فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس " .

                                                                          [ ص: 223 ] قاله محمد بن ربيعة (د ت) ، عن أبي الحسن العسقلاني ، عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة (د) . وقيل : عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة (ت) . وقيل : عن محمد بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه أن ركانة صارع النبي فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم . . . الحديث .

                                                                          انفرد أبو داود بحديث الشافعي ، واتفق هو والترمذي وابن ماجه على حديث جرير بن حازم ، إلا أن الترمذي قال فيه : عن عبد الله بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه ، عن جده ، فأسقط عليا من نسبه ، والصواب إثباته والله أعلم ، كذلك ذكره أبو حاتم وغير واحد . وحديث محمد بن ربيعة رواه أبو داود والترمذي عن قتيبة عنه ، إلا أن الترمذي قال فيه : عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة لم يذكر في نسبه عليا ، وهو أولى بالصواب ممن ذكره والله أعلم . وقال غيرهما عن قتيبة : محمد بن يزيد بن ركانة .

                                                                          قال الزبير بن بكار في ولد المطلب : وولد هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن يزيد وأمه الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف ، فولد عبد يزيد بن هاشم : ركانة ، وعجيرا ، وعميرا ، وعبيدا ، بني عبد يزيد ، وأمهم العجلة بنت العجلان بن البياع بن ناشب بن عيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة .

                                                                          وركانة بن عبد يزيد الذي صارع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الإسلام ، وكان أشد الناس ، فقال : يا محمد إن صرعتني آمنت بك ، فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أشهد أنك ساحر ثم أسلم بعد ، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين [ ص: 224 ] وسقا بخيبر ، ونزل ركانة المدينة ومات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان .

                                                                          ومن ولده علي بن يزيد بن ركانة ، وكان علي أشد الناس ، وكان له مجذاء يضرب به المثل يقال للشيء إذا كان ثقيلا : أثقل من مجذاء ابن ركانة . وأخوه طلحة بن يزيد بن ركانة ، روي عنه الحديث ، وهما لأم ولد . فولد علي بن يزيد بن ركانة : عبد الله ، ومحمدا ، ومسلما ، بني علي بن يزيد ، وأمهم ابنة عقيل بن أبي طالب ، وأمها أم ولد .

                                                                          وعجير بن عبد يزيد أطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين وسقا بخيبر .

                                                                          وولد عبيد بن عبد يزيد السائب أسر يوم بدر وأمه الوشقاء بنت الأرقم بن نضلة بن هاشم بن عبد مناف وكان السائب يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، فذكره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية