الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو طاهر الفقيه، وأبو زكريا بن إسحاق، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله ، أنه أخبره أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع إليه، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالذي له، فأبى، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى فيها، ثم قال: يا جابر، جد له فأوفه الذي له فجد بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي فعل، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه فأخبره أنه قد وفاه، وأخبره بالفضل الذي فضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبر ذلك ابن الخطاب " ، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال عمر رضي الله عنه: لقد علمت حيث مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن الله عز وجل فيها.

                                        رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر ، عن أنس بن عياض وهذا لا يخالف الأول فإن الأول في سائر الغرماء الذين حضروا وحضر النبي صلى الله عليه وسلم حتى أوفاهم ديونهم وهذا في اليهودي الذي أتاه بعدهم وطالب بدينه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بجد ما بقي على النخلات وإيفائه حقه والله أعلم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية