الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 490 ] باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم بالشر الذي يكون بعد الخير الذي جاء به ثم بالخير الذي يكون بعد ذلك، ثم بالشر الذي يكون بعده , وما يستدل به على إخباره بعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه , وإشارته إلى ما ظهر من عدله وإنصافه في ولايته.

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن سهل، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد الله الحضرمي، عن أبي إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان، يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني , فقلت: يا رسول الله , إنا كنا في جاهلية وشر , فجاءنا الله بهذا الخير , فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" .

                                        ‍قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم , وفيه دخن" .

                                        قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي , ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر" .

                                        قال: فقلت: يا رسول الله , فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم , دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" .

                                        قال: قلت: صفهم لي يا رسول الله، قال: "نعم , هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" .

                                        قال: قلت: فما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" .

                                        قال: قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها , ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك"
                                        [ ص: 491 ] .

                                        رواه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الوليد بن مسلم أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب , أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي قال: وسئل الأوزاعي عن تفسير، حديث حذيفة حين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر الذي يكون بعد ذلك الخير , قال الأوزاعي : هي الردة التي كانت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال الأوزاعي : وفي مسألة حذيفة فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" قال الأوزاعي : فالخير الجماعة، وفي ولاتهم من تعرف سيرته وفيهم من تنكر سيرته.

                                        قال: فلم يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتالهم ما صلوا الصلاة.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية