الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن البغدادي بهراة , أخبرنا معاذ بن نجدة، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن إبراهيم بن محمد بن [ ص: 390 ] حاطب، عن عبد الرحمن بن محيريز، عن زيد بن أرقم ، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام , ويقول أبشر بالجنة , ثم انطلق حتى تأتي الثنية، فتلقى عمر راكبا على حمار تلوح صلعته فقل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول أبشر بالجنة , ثم انصرف حتى تأتي عثمان فتجده في السوق يبيع ويبتاع فقل: إن النبي يقرأ عليك السلام ويقول أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " , قال: انطلقت حتى أتيت أبا بكر فوجدته في داره جالسا محتبيا كما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: "أبشر بالجنة" قال: فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: في مكان كذا وكذا، قال: فقام فانطلق إليه قال: ثم أتيت الثنية فإذا عمر راكب على جمله تلوح صلعته كما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام , ويقول: "أبشر بالجنة" , قال فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت: في مكان كذا وكذا , قال: فانطلق إليه.

                                        قال: ثم انطلقت إلى السوق فأجد عثمان فيها يبيع ويبتاع كما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام , ويقول: "أبشر بالجنة بعد بلاء شديد" .

                                        قال: فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: في مكان كذا وكذا , قال: فأخذ بيدي وأقبلنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: يا نبي الله , إن زيدا أتاني , فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام , ويقول: "أبشر بالجنة بعد بلاء شديد" , وأي بلاء يصيبني يا رسول الله , والذي بعثك بالحق ما تغنيت , ولا تمنيت , ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فأي بلاء يصيبني؟ فقال: "هو ذاك"
                                        [ ص: 391 ] قلت: عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف في الحديث , فإن كان حفظ هذا فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن أرقم إليهم وأبو موسى لم يعلمه فقعد على الباب , فلما جاؤوا راسلهم على لسان أبي موسى بمثل ذلك , والله أعلم.

                                        وقد روي في إخباره بأن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقتل أحاديث كثيرة منها ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي سهلة، مولى عثمان، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ادع لي، أو ليت عندي رجلا من أصحابي" ، قالت: قلت: أبو بكر؟ قال: "لا" .

                                        قالت: قلت: عمر؟ قال: "لا" .

                                        قلت: ابن عمك علي؟ قال: "لا" .

                                        قلت: فعثمان؟ قال: "نعم" .

                                        قال: فجاء عثمان فقال: قومي , قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى عثمان ولون عثمان يتغير , فلما كان يوم الدار قلنا: ألا تقاتل؟ قال: لا , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أمرا فأنا صابر نفسي عليه.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية