الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي الكوفي، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا عبد الله بن الأجلح، قال: حدثنا أبي، عن يزيد الفقير، عن أبيه، قال: وسمعت الفضل بن فضالة، يحدث أبي عن أبي حرب بن الأسود الدؤلي، عن أبيه، دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه، قال: لما دنا علي [ ص: 415 ] وأصحابه من طلحة والزبير، ودنت الصفوف بعضها من بعض، خرج علي وهو على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادى: ادعوا لي الزبير بن العوام , فإني علي , فدعي له الزبير , فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما، فقال علي: يا زبير , نشدتك بالله أتذكر يوم مر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن في مكان كذا وكذا؟ فقال: "يا زبير , تحب عليا؟" , فقلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمي وعلى ديني، فقال: "يا علي , أتحبه؟" , فقلت: يا رسول الله , ألا أحب ابن عمتي وعلى ديني، فقال: "يا زبير , أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم" ، قال: بلى , والله لقد نسيته منذ سمعته من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم ذكرته الآن، والله لا أقاتلك، فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير، فقال: ما لك؟ فقال: ذكرني علي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , سمعته يقول: "لتقاتلنه وأنت له ظالم" , فلا أقاتله.

                                        قال: وللقتال جئت؟ إنما جئت تصلح بين الناس ويصلح الله هذا الأمر، قال: قد حلفت ألا أقاتله، قال: فأعتق غلامك جرجس وقف حتى تصلح بين الناس، فأعتق غلامه , ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية