الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا مسدد ، قالا: حدثنا معاذ بن هشام ، قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر، قال: كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتت عليه - وفي رواية [ ص: 377 ] المقرئ: إذا قدم عليه - أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم , قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم , قال: كان بك برص فبرئت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم , قال: ألك والدة؟ قال: نعم , فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن , كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر , لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" , فاستغفر لي، فاستغفر له , ثم قال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة.

                                        قال: ألا أكتب لك إلى عاملها.

                                        وفي رواية المقرئ: ألا أكتب إلى عاملها فيستوصوا بك خيرا؟ فقال: لأن أكون في غمر الناس، وفي رواية المقرئ: في غمار الناس أحب إلي، فلما كان في العام المقبل حج رجل من أشرافهم فسأل عمر عن أويس , كيف تركته قال: تركته رث البيت - وفي رواية المقرئ: رث الثياب - قليل المتاع.

                                        قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد , ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم , له والدة هو بها بر , لو أقسم على الله لأبره , فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" .

                                        فلما قدم الرجل أتى أويسا فقال: استغفر لي.

                                        قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح.

                                        فاستغفر لي وقال: لقيت عمر بن الخطاب ؟ فقال: نعم , قال: فاستغفر له , قال: ففطن له الناس فانطلق على وجهه، قال أسير: فكسوته بردا فكان إذا رآه إنسان قال: من أين لأويس هذا؟ .

                                        رواه مسلم في الصحيح بطوله , عن إسحاق بن إبراهيم , ومحمد بن المثنى , ومحمد بن بشار , عن معاذ , عن هشام.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية