الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 122 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ، ببغداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، حدثنا ابن رجاء ، أنبأنا سعيد بن سلمة، حدثني أبو بكر بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهم عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، أنه سمع أبا خنيس الغفاري، يقول: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه فقالوا: يا رسول الله، جهدنا الجوع، فأذن لنا في الظهر أن نأكله، قال: "نعم" ، فأخبر بذلك عمر رضي الله عنه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، ما صنعت؟ أمرت الناس أن يأكلوا الظهر، فعلى ماذا يركبون؟ قال: "فما ترى يا ابن الخطاب ؟" قال: أرى أن تأمرهم، وأنت أفضل رأيا، فيجمعوا أفضل أزوادهم في ثوب، ثم تدعو الله لهم، فإن الله يستجيب لك، فأمرهم فجمعوا فضل أزوادهم في ثوب ثم دعا الله لهم، ثم قال: " ائتوا بأوعيتكم فملأ كل إنسان وعاءه، ثم أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل فلما ارتحلوا مطروا ما شاؤوا ونزل النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلوا معه، وشربوا من ماء السماء، وهم بالكراع، ثم خطبهم به، فجاء نفر ثلاثة فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الآخر معرضا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما واحد فاستحيا من الله فاستحيى الله منه، وأما الآخر فأقبل تائبا إلى الله فتاب الله عليه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عز وجل عنه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية