الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 258 ] [ ص: 259 ] جماع أبواب أسئلة اليهود وغيرهم، واستبرائهم عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإسلام من هدي إلى الإسلام منهم.

                                        [ ص: 260 ] باب مسائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وإسلامه حين عرف صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسالته

                                        أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصفار ببغداد ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، حدثنا أبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشاء، أخبرنا إسماعيل بن علية، عن حميد الطويل .

                                        (ح) وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ ابن الحمامي، رحمه الله، ببغداد ، حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال: حدثنا حميد الطويل ، عن أنس، قال: جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه إلى المدينة ، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ والولد ينزع إلى أمه وإلى أبيه؟ قال: أخبرنا جبريل آنفا.

                                        قال [ ص: 261 ] ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة.

                                        "أما أول أشراط الساعة فنار تخرجهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام تأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإذا سبق ماء المرأة نزعه" وفي رواية ابن علية: فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى أمه ".

                                        زاد الأنصاري في روايته فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.

                                        قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإذا علموا إسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك.

                                        فجاءت اليهود فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أي رجل عبد الله فيكم؟" ، قالوا: حبرنا وابن حبرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا، قال: "أرأيتم إن أسلم عبد الله؟" ، قالوا أعاذه الله من ذلك، فخرج عليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

                                        قالوا: شرنا وابن شرنا، وانتقصوه.

                                        قال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله وأحذر.


                                        رواه البخاري في الصحيح من حديث ابن علية، وغيره عن حميد.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية