الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 203 ] باب ما جاء في دعائه لأم أبي هريرة بالهداية وإجابة الله تعالى له فيها

                                        حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ، حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا عكرمة بن عمار ، قال: حدثنا أبو كثير الغبري قال: قال أبو هريرة: ما على وجه الأرض مؤمن ولا مؤمنة، إلا وهو يحبني، قال قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة ؟ قال: إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى، وإني دعوتها ذات يوم فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، وأنا دعوتها، فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله يا رسول الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أمي أبشرها بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كنت على الباب إذا الباب مغلق فدفعت الباب، فسمعت حسي فلبست ثيابها، وجعلت على رأسها خمارا، وقالت: ارفق يا أبا هريرة ، ففتحت لي، فلما دخلت قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا [ ص: 204 ] رسول الله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح، كما كنت أبكي من الحزن، وجعلت أقول: أبشر يا رسول الله، قد استجاب الله دعوتك، وهدى الله أم أبي هريرة إلى الإسلام، فقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عباده المؤمنين، وحببهم إليهما" ، فما على الأرض مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبني وأحبه.

                                        رواه مسلم في الصحيح، عن عمرو الناقد، عن عمر بن يونس ، عن عكرمة بن عمار ، وذكر فيه غسلها.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية