الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 263 ] باب مسائل الحبر، ومعرفته إصابة النبي صلى الله عليه وسلم في جواب مسألته وصدقه في نبوته

                                        أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد وهو ابن سلام، أنه سمع أبا سلام، أخبرني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان حدثه، قال: كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليكم يا محمد، فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ قلت: لا تقول يا رسول الله، قال: إنما سميته باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اسمي الذي سماني به أهلي محمد" .

                                        فقال اليهودي: جئت أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينفعك شيء إن حدثتك" ، قال: أسمع بأذني فنكت بعود معه، فقال له: "سل" ، فقال اليهودي: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الظلمة دون الجسر" ، قال: فمن أول الناس إجازة، قال: "فقراء المهاجرين" ، قال اليهودي: فما [ ص: 264 ] تحفتهم حين يدخلون الجنة، قال: "زيادة كبد نون" ، قال: فما غذاؤهم على أثره؟ قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" ، قال: ما شرابهم عليه؟ قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلا" ، قال: صدقت، قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان، قال: "ينفعك إن حدثتك؟" ، قال: أسمع بأذني، قال: جئت أسألك عن الولد، قال: ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة ذكرا بإذن الله، وإن علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله "، فقال اليهودي: صدقت، وإنك نبي، ثم انصرف.

                                        فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه سألني هذا الذي سألني عنه وما أعلم شيئا منه حتى أتاني الله به"
                                        .

                                        رواه مسلم في الصحيح، عن الحسن بن علي الحلواني، عن الربيع بن نافع.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية