الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 103 ] باب ما جاء في البركة التي ظهرت في الطعام الذي قدم في دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى أضيافه في زمان النبي صلى الله عليه وسلم

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو النضر الفقيه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصر، حدثنا عبد الله بن معاذ، حدثنا المعتمر، حدثنا أبي، حدثنا أبو عثمان، أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مرة: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثلاثة؛ ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس وسادس" ، أو كما قال.

                                        وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر بثلاثة، قال: فهو وأنا وأبي وأمي، ولا أدري هل قال: وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لبث حتى صليت العشاء، حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو قال ضيفك؟ قال: أوما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم - تعني - فغلبوهم، قال: فذهبت أنا فاختبأت، فقال: يا غنثر، فجدع وسب.

                                        وقال: كلوا، وقال والله لا [ ص: 104 ] أطعمه أبدا، قال: فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، قال: شبعنا وصارت أكثر ما كانت، فنظر إليها أبو بكر رضي الله عنه، فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني، لهي الآن أكثر منها قبل ذلك ثلاث مرار، فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه، ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده، قال: وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فعرفنا اثني عشر رجلا مع كل رجل منهم ناس، الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال.


                                        رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل ، عن معتمر، ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ .

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية