الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الطيب بن عبد الله بن المبارك، حدثنا أبو علي الحسين بن المسيب المروزي، بنيسابور، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق البصري، كتبت عنه ببلخ، حدثنا سليمان بن طريف الأسلمي، عن مكحول، عن أبي الدرداء، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بنا العصر في يوم جمعة إذ مر بهم كليب فقطع عليهم الصلاة فدعا عليه رجل من القوم فما بلغت رجله حتى مات، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من الداعي على هذا الكلب آنفا؟" ، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: "والذي بعثني بالحق لقد دعوت الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ولو دعوت بهذا الاسم لجميع أمة محمد أن يغفر لهم لغفر لهم" ، قالوا: كيف دعوت؟ قال: قلت: "اللهم إني [ ص: 242 ] أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، اكفنا هذا الكلب بما شئت وكيف شئت" .

                                        فما برح حتى مات
                                        وله شاهد من وجه آخر كذلك مرسلا مختصرا.

                                        أخبرناه أبو نصر بن قتادة ، أنبأنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن البغدادي، أنبأنا معاذ بن نجدة، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عمر يعني ابن ذر، أنبأنا يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في صلاة العصر يوم الجمعة فسنح كلب ليمر بين يديه فخر الكلب فمات قبل أن يمر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على القوم بوجهه، فقال: "أيكم دعا على هذا الكلب؟" فقال رجل من القوم: أنا دعوت عليه يا رسول الله، قال: "دعوت عليه في ساعة مستجاب فيها الدعاء".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية