الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو داود ، حدثنا ابن نفيل، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا عمرو بن خالد، قالا، حدثنا زهير بن معاوية ، حدثنا زياد بن خيثمة، حدثنا الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال هذه الأمة مستقيما أمرها، ظاهرة على عدوها - أو على غيرها - حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " .

                                        قال: فلما رجع إلى منزله أتته قريش , فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: "يكون الهرج"
                                        .

                                        ففي الرواية الأولى بيان العدد، وفي الرواية الثانية بيان المراد بالعدد، وفي الرواية الثالثة بيان وقوع الهرج وهو القتل بعدهم.

                                        وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة كما أخبر في هذه الرواية، ثم ظهر ملك العباسية، كما أشار إليه في الباب قبله، وإنما يزيدون على العدد المذكور في الخبر، إذا تركت الصفة المذكورة فيه أو عد معهم من كان بعد الهرج المذكور فيه , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية