الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          7583 - ( خ د ت س) : أبو كبشة السلولي الشامي .

                                                                          روى عن : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سهل بن الحنظلية ( د س ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ( خ د ت ) ، وأبي الدرداء .

                                                                          روى عنه : حسان بن عطية ( خ د ت ) ، وربيعة بن يزيد ( د ) ، ويونس بن سيف الكلاعي ، وأبو سلام الأسود ( د س ) .

                                                                          ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام .

                                                                          وذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : شامي ، تابعي ، ثقة .

                                                                          [ ص: 216 ] وقال أبو حاتم : لا أعلم أنه يسمى .

                                                                          وذكره البخاري ، ومسلم ، وغير واحد فيمن لا يعرف اسمه .

                                                                          وقال عبد الغني بن سعيد المصري في الأوهام التي أخذها على الحاكم أبي عبد الله في كتاب " المدخل " : قال : قال أبو كبشة السلولي : اسمه البراء بن قيس . وهذا وهم لأن أبا كبشة السلولي يعد في الشاميين وهو من هوازن ، وهوازن ترجع إلى مضر ، والبراء بن قيس كوفي من السكون ، والسكون من اليمن ، والبراء بن قيس يكنى أبا كيسة مثلها في الخط إلا أنه بالياء باثنتين من تحتها والسين المهملة .

                                                                          وقال أبو نصر بن ماكولا في باب كبشة - بالباء بواحدة والشين المعجمة - : وأبو كبشة البراء بن قيس السكوني سمع حذيفة بن اليمان ، وسعد بن أبي وقاص روى عنه إياد بن لقيط ، من قال غير ذلك فقد صحف .

                                                                          ذكره البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، فقالوا : أبو كبشة .

                                                                          روى له البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

                                                                          [ ص: 217 ] أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا الحافظ أبو نعيم .

                                                                          ( ح ) : وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة . قالا : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن أبي كبشة السلولي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " .

                                                                          رواه أحمد بن حنبل ، والبخاري عن أبي عاصم ، فوافقناهما فيه بعلو .

                                                                          ورواه الترمذي ، عن محمد بن بشار ، عن أبي عاصم ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وقال : حسن صحيح .

                                                                          وأخرجه من وجه آخر عن حسان بن عطية ، وليس له عنده [ ص: 218 ] غيره ، والله أعلم .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، قال : حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني السلولي ، عن سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية ، فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فارس ، فقال : يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا بهوازن على بكرة أبيهم ، بظعنهم ونعمهم وشائهم ، اجتمعوا إلى حنين . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : تلك غنائم المسلمين جميعا إن شاء الله . ثم قال : من يحرسنا الليلة ؟ فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي : أنا يا رسول الله . فقال : اركب . فركب فرسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا تفرق . ثم قال : هل حسستم فارسكم ؟ فقال رجل : يا رسول الله ما حسسناه . فوثب بالصلاة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال : أبشروا فقد جاء فارسكم . فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلم وقال : إني قد انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما ، فلم أر أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقد أوجبت فلا عليك [ ص: 219 ] أن تعمل بعدها .

                                                                          قال أبو نعيم عن الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن سهل ابن الحنظلية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به معاوية بن سلام .

                                                                          رواه أبو داود عن أبي توبة ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه النسائي عن محمد بن يحيى بن كثير الحراني ، عن أبي توبة ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وليس له عنده غيره ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية