الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 36 ]

                                                                          7483 - (ق) : أبو عبد رب الدمشقي الزاهد ، ويقال : أبو عبد ربه ، ويقال : أبو عبد رب العزة ، مولى ابن غيلان الثقفي ، ويقال : مولى بني عذرة ، قيل : اسمه عبد الجبار بن عبيد الله بن سلمان ، وقيل : عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، وقيل : قسطنطين ، وقيل : فلسطين ، وليس بشيء .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أبي مسهر : كان روميا اسمه قسطنطين فلما أسلم سمي عبد الرحمن .

                                                                          روى عن : أويس القرني ، وتبيع الحميري ابن امرأة كعب الأحبار ، وفضالة بن عبيد الأنصاري ، ومعاوية بن أبي سفيان ( ق ) ، وأبي الأخضر مولى خالد بن يزيد ، وأم الدرداء الصغرى .

                                                                          روى عنه : ثابت بن ثوبان ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن بجير ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ( ق ) ، ومحمد بن عمر الطائي المحري .

                                                                          ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي : حدثنا أبو حفص التنيسي ، عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا عبد رب خرج من عشرة آلاف دينار ومن مائة ألف ، يعني مائة ألف درهم ، وكان يقول : لو [ ص: 37 ] سألت بردا أمثال الذهب ما كنت أول الناس يقوم إليها ، ولو قيل : إن الموت في هذا العمود ما سبقني إليه أحد إلا بفضل قوة .

                                                                          وقال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد رب الزاهد : لو أن بردا سألت ذهبا أو فضة ما أتيتها لآخذ منها شيئا ، ولو قيل لي : من احتضن هذا العمود مات ، لقمت إليه حتى احتضنته .

                                                                          قال سعيد : ونحن نعلم أنه صادق .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي عبد رب الزاهد نحو ذلك ، وزاد : شوقا إلى الله ورسوله .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه : سمعت أبا عبد رب يقول لمكحول : يا أبا عبد الله تحب الجنة ؟ قال : ومن لا يحب الجنة . قال : فأحب الموت فإنك لن ترى الجنة أو لن تدخل الجنة حتى تموت .

                                                                          وقال أبو مسهر أيضا ، عن سعيد ، عن أبي عبد رب : لقيني رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن لا تذهب بشر وتترك أهلك بخير . قال سعيد : وأراه خرج من مائة ألف أو عشرة آلاف .

                                                                          وقال الوليد بن مسلم : حدثنا ابن جابر أن أبا عبد رب كان من أكثر أهل دمشق مالا ، فخرج إلى أذربيجان في تجارة له ، فلما رجع تصدق بصامت ماله وجهز في سبيل الله ، وباع عقده فتصدق بها إلا دارا له بدمشق ، ثم ذكر أنه باعها بعد ذلك بمال عظيم وفرقه وكان ذلك مع موته .

                                                                          قال : فما وجدنا من ثمنها إلا قدر ثمن الكفن - في حكاية طويلة .

                                                                          قال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : مات قبل قتل الجراح ، يعني ابن عبد الله الحكمي ، ومات مكحول بعد قتل [ ص: 38 ] الجراح .

                                                                          وقال معاوية بن صالح الدمشقي ، عن أبي مسهر : مات في ولاية هشام بن عبد الملك سنة اثنتي عشرة ومائة قبل الجراح .

                                                                          روى له ابن ماجه حديثين ، وهما عندنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وعبد الرحيم بن عبد الملك ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي ، قالا : أخبرتنا خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية الواعظة .

                                                                          ( ح ) : وأخبرنا أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي العشاري ، قالا : حدثنا أبو الحسين بن سمعون إملاء ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، قال : حدثنا محمود بن خالد وعمرو بن عثمان ، قالا : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا ابن جابر ، قال : سمعت أبا عبد رب يقول : سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .

                                                                          وبه قال : حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدثنا محمد بن مصفى وعمرو بن عثمان ، قالا : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر ، قال : سمعت أبا عبد رب يقول : سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال [ ص: 39 ] بخواتيمها ، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .

                                                                          أخرجهما من حديث الوليد بن مسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية