الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            2 - باب تجهيز الغازي ، وأجر الجاعل ومن لا يغزا به

                                                            3467 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ، أخبرنا محمد بن سعد ، أخبرنا روح بن عبادة ، أخبرنا حسين المعلم ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير ، فقد غزا " .

                                                            3468 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو معاوية ، أخبرنا الأعمش ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ ص: 364 ] يا رسول الله ! إني أبدع بي ، فاحملني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس عندي " ، فقال رجل : ألا أدلك يا رسول الله على من يحمله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " .

                                                            3469 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو علي بن شاذان البغدادي ، قالا : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ، أخبرنا محمد بن رمح ، حدثني الليث بن سعد ، عن حيوة بن شريح ، عن ابن شفي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قفلة كغزوة " .

                                                            3470 - وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " للغازي أجره ، وللجاعل أجره وأجر الغازي " .

                                                            وهذا فيمن أعان غازيا بشيء يعطيه فأما الغزو يجعل من مال رجل ، فإنه لا يجوز ، وذكر الشافعي رحمه الله الآيات التي وردت في المنافقين الذين يبتغون أن يفتنوا من مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب ، والإرجاف والتخذيل بهم ، وإن الله تعالى كره انبعاثهم إذ كانوا على هذه النية ، ثم قال : وكان فيها ما دل على أنه أمر أن يمنع من عرف بما عرفوا به من إن نفروا مع المسلمين لأنه ضرر عليهم ، وقال : من كان من المشركين على خلاف هذه الصفة ، فكانت فيه منفعة للمسلمين ، فلا بأس أن يغزا به ، استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بدر بسنتين بعدد يهود من بني قينقاع ، واستعان في غزوة حنين بصفوان بن أمية ، وهو مشرك .

                                                            3471 - قال الشيخ : أما استعانته بصفوان بن أمية ، واستعارته أسلحته فهي فيما [ ص: 365 ] بين أهل العلم بالمغازي معروفة .

                                                            وأما استعانته بيهود بني قينقاع ، فهو في رواية الحسن بن عمارة ، وهو متروك .

                                                            3472 - وفي رواية صحيحة ، عن أبي حميد الساعدي ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا كتيبة قال : " من هؤلاء ؟ " قالوا : بنو قينقاع قال : " وأسلموا " قالوا : لا ، قال " قل لهم فليرجعوا ، فإنا لا نستعين بالمشركين " .

                                                            3473 - وروي أيضا في حديث خبيب بن يساف أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال في بعض غزواته : " فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين " .

                                                            3474 - وفي حديث عائشة في قصة بدر في مشرك تبع النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فارجع ، فلن أستعين بمشرك " ، ثم إنه أمر ، فقال ، فانطلق .

                                                            3475 - وقال الشافعي - رضي الله عنه - : لعله رده رجاء إسلامه ، وذلك واسع للإمام ،

                                                            وروينا عن سعد بن مالك ، أنه غزا بقوم من اليهود ، فرضخ لهم . [ ص: 366 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية