الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            46 - باب ما يستحب من إظهار النكاح

                                                            2591 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ " ( رحمه الله ) ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنا عبد الله بن الأسود القرشي ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أعلنوا النكاح " .

                                                            2592 - ورواه خالد بن إلياس ، عن ربيعة ، عن القاسم ، عن عائشة ، مرفوعا " أظهروا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال " .

                                                            [ ص: 90 ] ورواه أيضا عيسى بن ميمون ، عن القاسم بمعناه ، وخالد ، وعيسى ضعيفان .

                                                            2593 - وروي عن محمد بن حاطب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " فصل [ما ] بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف في النكاح " .

                                                            2594 - قال أبو عبيد : " معنى الصوت إعلان النكاح ، واضطراب الصوت به ، والذكر في الناس " .

                                                            2595 - وروينا عن عامر بن سعد البجلي ، قال : دخلت على قرظة بن كعب ، وأبي مسعود [وذكر ثالثا ] وجوار " يضربن بالدف ويغنين " ، فقالوا : " قد رخص لنا في اللهو عند العرس " .

                                                            2595 - وأصح ما فيه ما :

                                                            2596 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله [ ص: 91 ] الصفار ، حدثنا أحمد بن مهران ، حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا إسرائيل ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : نقلنا امرأة . وقال غيره : زفت امرأة من الأنصار إلى زوجها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كان معكم لهو فإن الأنصار كانوا يحبون اللهو ؟ " .

                                                            2596 - قلت : ثم كان غناؤهم ولهوهم كما :

                                                            2597 - أخبرنا محمد بن عبد الله ، ومحمد بن موسى ، قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد : أن عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : كان النساء إذا تزوجت المرأة أو الرجل خرج جوار من جواري الأنصار ، يغنين ويلعبن ، قالت : فمروا في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن تغنين ، ويقلن :

                                                            أهدي لها زوجها أكبشا يبحبحن في المربد     وزوجها في النادي
                                                            يعلم ما في غد

                                                            وأن النبي صلى الله عليه وسلم قام إليهن فقال : " سبحان الله لا يعلم ما في غد أحد إلا الله " لا تقولوا هكذا وقولوا : أتيناكم أتيناكم حيانا الله وحياكم "


                                                            ***

                                                            وهذا مرسل . وقد رواه ابن أوس ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة .

                                                            [ ص: 92 ] ، ورواه الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن عائشة ببعض معناه .

                                                            وأما النثار في الفرح فقد كرهه الشافعي - رحمه الله - لمن أخذه لأنه لا يأخذ إلا بغلبة ؛ إما بفضل قوة ، وإما بفضل قلة حياء ، والمالك لم يقصد به قصده .

                                                            وكان أبو مسعود الأنصاري يكرهه ، وكرهه عطاء ، وعكرمة ، وإبراهيم ، ولم يثبت شيء مما روي في النثار في العرس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                            ***

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية