الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            15 - باب مقام المطلقة في بيتها

                                                            قال الله عز وجل لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وروينا في مكثها في بيتها عن عمر ، وبن مسعود ، وابن عمر ، وعائشة ، وغيرهم .

                                                            2803 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا العباس : محمد بن يعقوب قال . أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن عمرو مولى المطلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه سأل عن هذه الآية لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فقال ابن عباس : " الفاحشة المبينة أن تفحش المرأة على أهل الرجل [ ص: 160 ] وتؤذيهم " .

                                                            2804 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، وأنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد أن الحسن المهراني ، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم العبدي ، أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، وسليمان بن يسار ؛ أنه سمعهما يذكران : أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق ابنة عبد الرحمن بن الحكم البتة فانتقلها عبد الرحمن بن الحكم ، فأرسلت عائشة أم المؤمنين إلى مروان بن الحكم وهو أمير المدينة ، فقالت : " اتق الله واردد المرأة إلى بيتها " ، فقال مروان ، في حديث سليمان بن يسار : " إن عبد الرحمن غلبني " ، وقال مروان في حديث القاسم : " أوما بلغك شأن فاطمة بنت قيس " ، فقالت عائشة : " لا يضرك ألا تذكر حديث فاطمة " ، قال مروان : " فإن كان بك الشر فحسبك ما بين هذين من الشر " .

                                                            2805 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنبأنا سعدان بن نصر ، أنبأنا أبو معاوية ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : " أين تعتد المطلقة ثلاثا ؟ " قال : تعتد في بيتها ، . قال : قلت " أليس قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم ؟ " ، قال : تلك المرأة التي فتنت الناس أنها استطالت على أحمائها بلسانها ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم ، وكان رجلا مكفوف البصر " .

                                                            2806 - قد روينا في حديث عروة ، عن عائشة : أن فاطمة كانت في مكان وحش ، فخيف عليها حميتها ، فلذلك أرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                            قلت : " قد يكون العذر في نقلها كلاهما " . [ ص: 161 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية