الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            5 - باب الختان

                                                            3397 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي المهرجاني ، وآخرين قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد ، أخبرنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الفطرة خمس ، أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار " .

                                                            3398 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، أخبرنا عبيد بن شريك ، أخبرنا يحيى بن بكير ، أخبرنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اختتن إبراهيم حين بلغ ثمانين سنة ، واختتن بالقدوم " .

                                                            قال : وحدثني بمثله ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه .

                                                            3399 - وفي حديث موسى بن علي ، عن أبيه أن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن ، وهو ابن ثمانين سنة ، فعجل ، واختتن بقدوم ، فاشتد عليه الوجع ، فدعا ربه ، فأوحى الله إليه أنك عجلت ، قبل أن نأمرك بالآلة ، قال : يا رب كرهت أن أؤخر أمرك .

                                                            قال : وختن إسماعيل ، وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وختن إسحاق ، وهو ابن [ ص: 344 ] سبعة أيام .

                                                            3400 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس هو الأصم ، أخبرنا محمد بن عبد الله ، أخبرنا أبو عبد الرحمن المقري ، أخبرنا موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول ، فذكره .

                                                            فهذه ملة إبراهيم عليه السلام ، وقد قال الله عز وجل ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا .

                                                            3401 - وفي حديث ابن جريج قال : أخبرت عن عثيم بن كليب ، عن أبيه ، عن جده أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد أسلمت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألق عنك شعر الكفر ، يقول : احلق " قال : وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه : " الق عنك شعر الكفر واختتن " .

                                                            3402 - أخبرناه أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، أخبرنا أبو داود ، أخبرنا مخلد بن خالد ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرته عن عثيم بن كليب ، فذكره .

                                                            وقيل هو عثيم بن كثير بن كليب حديثه عند ابن جريج .

                                                            3403 - أخبرنا أبو محمد السكري ببغداد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، أخبرنا جعفر بن محمد بن الأزهر ، أخبرنا المفضل بن غسان الغلابي ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا عبيد الله بن عمرو ، حدثني رجل من أهل الكوفة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الضحاك بن قيس ، قال : كان بالمدينة امرأة يقال لها : أم عطية تخفض الجواري ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أم عطية اخفضي ، ولا تنهكي ، فإنه أسرى للوجه ، وأحظى عند الزوج " .

                                                            قال الغلابي : قال يحيى بن معين : الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري ، وقال الشيخ رحمه الله : والرجل الذي لم يسمه أراه محمد بن حسان الكوفي . [ ص: 345 ]

                                                            3404 - وروينا في رواية ضعيفة عن أنس في هذا الحديث " إذا خفضت فأشمي ، ولا تنهكي " .

                                                            والذي روي عن ابن عباس ، وغيره مرفوعا : " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " لا يصح رفعه ، والمراد به سنة واجبة " .

                                                            3405 - فقد روي عن ابن عباس أنه قال : " لا تقبل صلاة رجل لم يختتن " .

                                                            وبالله التوفيق .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية