[ ص: 149 ] باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في التمر الموروث عن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه حتى قضى منه دينه وكأنه لم ينقص منه شيء وما ظهر في ذلك من آثار النبوة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا: حدثنا ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا شيبان، عن فراس، قال: قال الشعبي: أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات، وترك عليه دينا كثيرا، فلما حضر جداد النخل، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا، فأنا أحب أن يراك الغرماء، قال: "اذهب فبيدر كل تمر على ناحية" ، ففعلت، ثم دعوته، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال: "ادع أصحابك" ، فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي، وأنا والله راض أن أدى الله أمانة والدي، ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم والله البيادر كلها، حتى إني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص منه تمرة واحدة. جابر بن عبد الله فحدثني
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سابق، أو عن الفضل بن [ ص: 150 ] يعقوب، عن محمد بن سابق.