الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
389 - وأخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني ، قال : حدثنا المقرئ أبو عبد الرحمن ، قال : حدثنا ابن لهيعة قال : حدثنا عمرو بن شعيب ، قال : كنت جالسا عند سعيد بن المسيب فقال بعض القوم : يا أبا محمد إن قوما يقولون قدر الله تعالى كل شيء إلا الأعمال ! قال : فوالله ما رأيت سعيدا غضب قط مثل ما غضب يومئذ ، حتى هم بالقيام ، ثم قال : فعلوها ؟ ! ويحهم لو يعلمون ؟ ! أما والله لقد سمعت فيهم حديثا ، كفاهم به شرا ، فقلت : وما ذاك يا أبا محمد ؛ رحمك الله ؟ قال : حدثني رافع بن [ ص: 811 ] خديج ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يكون في أمتي قوم يكفرون بالله ، وبالقرآن ، وهم لا يشعرون ، فقلت : جعلت فداك يا رسول الله ، يقولون كيف ؟ قال : يقولون الخير من الله ، والشر من إبليس ، ثم يقرؤون على ذلك كتاب الله ، فيكفرون بالله وبالقرآن بعد الإيمان والمعرفة ، فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال ، وفي زمانهم ظلم الأئمة ، فيالهم من ظلم وحيف وأثرة ، فيبعث الله تعالى طاعونا فيفني عامتهم ، ثم يكون الخسف ، فقل من ينجو منه ، والمؤمن يومئذ قليل فرحه ، شديد غمه ، ثم يكون المسخ ، فيمسخ الله تعالى عامة أولئك قردة وخنازير ، ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه ، قيل : يا رسول الله ، ما هذا البكاء قال : رحمة لهم الأشقياء ، لأن فيهم المتعبد ، وفيهم المجتهد أما إنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول ، وضاق بحمله ذرعا ، إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر ، قيل يا رسول الله ، فما الإيمان بالقدر ؟ قال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعلم أنه لا يملك معه أحد خيرا ولا نفعا ، وتؤمن بالجنة والنار ، وتعلم أن الله تعالى خلقهما قبل الخلق ، ثم خلق الخلق لهما ، وجعل من شاء منهم إلى الجنة ، ومن شاء منهم إلى النار ، عدلا منه ، فكل يعمل لما فرغ منه ، وصائر إلى ما خلق له ، فقلت : صدق الله ورسوله " .

390 - وأخبرنا الفريابي ، قال : حدثني الحسن بن الصباح - يعني : البزار - [ ص: 812 ] قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا عمرو بن شعيب قال : كنت جالسا عند سعيد بن المسيب - فذكر مثله -

391 - وأخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا حسان بن إبراهيم ، عن عطية [ بن عطية ، عن ] عطاء بن رباح قال : سمعت عمرو بن شعيب يقول : كنا عند سعيد بن المسيب - فذكر نحوا من الحديث إلى آخره .

[ ص: 813 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية