الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
610 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أبي عوف البزوري ، قال : حدثنا وهب بن بقية الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن المدني ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن المنهال بن عمرو ، عن قيس ابن سكن ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود : كلاهما عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول [ ص: 1020 ] الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يجمع الأمم ، فينزل عز وجل من عرشه إلى كرسيه ، وكرسيه وسع السماوات والأرض ، فيقول لهم : أترضون أن تتولى كل أمة ما تولوا في الدنيا ؟ فيقولون : نعم ، فيقول الله عز وجل : أعدل ذلك من ربكم ؟ فيقولون : نعم . فيمثلون لهم ، فمن كان يعبد شمسا مثلت له ، ومن كان يعبد القمر مثل له القمر ، ومن [ ص: 1021 ] كان يعبد النار مثلت له النار ، ومن كان يعبد صنما مثل له ، ومن كان يعبد عيسى مثل له عيسى ، ومن كان يعبد عزيرا مثل له عزير ، ثم يقال : لتتبع كل أمة منكم ما تولوا في الدنيا حتى يوردهم النار ، ثم قرأ : ( ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم ) . . . إلى قوله : ( إن كنا عن عبادتكم لغافلين ) وتبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال لهم : ما تنتظرون ؟ ! .

قالوا : إن لنا ربا لم نره بعد ، فيقال لهم : أتعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : بيننا وبينه علامة ، قال : فذلك حين يكشف عن ساق قال : فيخرون له سجودا طويلا ،
قال : ويبقى قوم ظهورهم كصياصي [ ص: 1022 ] البقر ، يريدون السجود فلا يستطيعون ، قال : فيقال لهم : ارفعوا رؤوسكم ، وخذوا نوركم على قدر أعمالكم . . .
وذكر الحديث إلى آخره .

ومما روى ابن عباس رضي الله [ عنهما ] :

التالي السابق


الخدمات العلمية