الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2143 - (بخ ت) : سالم بن أبي حفصة العجلي ، أبو يونس الكوفي ، أخو إبراهيم بن أبي حفصة .

                                                                          [ ص: 134 ] رأى عبد الله بن عباس .

                                                                          وروى عن : إبراهيم بن يزيد التيمي . وجميع بن عمير التيمي ، وزاذان الكندي ، وسلمان أبي حازم الأشجعي ، وعامر الشعبي ، وعطية العوفي (ت) ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومنذر الثوري (بخ) ، وأبي كلثوم .

                                                                          روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وخلف بن حوشب ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة (بخ) ، وعبد الواحد بن زياد ، ومبارك بن سعيد الثوري ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (ت) .

                                                                          قال عمرو بن علي : ضعيف الحديث ، يفرط في التشيع ، حدث عنه الثوري وابن عيينة .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن سالم بن أبي حفصة . وسمعت يحيى يوما يقول : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أبو يونس ، عن منذر الثوري . فقال له رجل من أصحابنا : هذا سالم بن أبي حفصة ؟ فقال : لا . فقال : بلى ، حدثنا سفيان بن عيينة بهذا الحديث ، فقال : حدثنا سالم بن أبي حفصة أبو يونس .

                                                                          وقال أبو قدامة عبيد الله بن سعيد : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا سالم بن أبي حفصة ، عن منذر الثوري ، عن الربيع بن خثيم ، قال : حرف وأيما حرف : من يطع الرسول فقد أطاع الله

                                                                          [ ص: 135 ] قال أبو قدامة : حدثت به يحيى بن سعيد فقال : عن من ؟ قلت : عن سالم بن أبي حفصة ، فقال : سبحان الله ! حدثني سفيان عن أبي يونس ، ولم يسمه ، فلم أدر أنه سالم حتى الآن .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد ابن حنبل : قال أبي : سالم بن أبي حفصة أبو يونس كان شيعيا ، ما أظن به بأسا في الحديث ، وهو قليل الحديث .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، وأحمد بن سعد بن أبي مريم ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : شيعي .

                                                                          وقال أبو حاتم : هو من عتق الشيعة ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به .

                                                                          وقال النسائي ، وأبو بشر الدولابي : ليس بثقة .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن أبي أحمد الزبيري : حدثني شيخ بالكوفة يقال له : يحيى بن علي - وكان جليسا لسفيان الثوري - قال : كنا نجالس سفيان ، وكان سالم بن أبي حفصة يجالس سفيان ، فكان سالم أول شيء يذكر فضائل أبي بكر وعمر ، ثم يأخذ في مناقب علي ، [ ص: 136 ] فكان إذا أخذ في مناقب أبي بكر وعمر يقول سفيان : احذروه فإنه يريد ما يريد .

                                                                          وقال حجاج بن المنهال : حدثنا محمد بن طلحة بن مصرف ، عن خلف بن حوشب ، عن سالم بن أبي حفصة - وكان من رؤوس من ينتقص أبا بكر وعمر .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن سفيان بن عيينة . قال عمر بن ذر لسالم بن أبي حفصة : أنت قتلت عثمان . فجزع وقال : أنا ؟ ! قال : نعم ، أنت ترضى بقتله .

                                                                          وقال سعيد بن منصور : قلت لابن إدريس : رأيت سالم بن أبي حفصة ؟ قال : نعم ، رأيته طويل اللحية أحمقها ، وهو يقول : لبيك لبيك قاتل نعثل ، لبيك لبيك مهلك بني أمية .

                                                                          وقال محمد بن فضيل البزاز ، عن حسين بن علي الجعفي : رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمقها ، وهو يقول . . . فذكر مثله .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : وحدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا صالح ، قالا : حدثنا علي ابن المديني ، قال : سمعت جريرا يقول : تركت سالم بن أبي حفصة ; لأنه كان خصما للشيعة .

                                                                          [ ص: 137 ] قال أحدهما عن علي : فما ظنك بمن تركه جرير ؟

                                                                          وقال الآخر عنه : فما ظنك بمن كان عند جرير يغلو ؟

                                                                          وقال أيضا : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : وحدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قالا : حدثنا جرير ، قال : رأيت سالم بن أبي حفصة وهو يطوف بالبيت وهو يقول : لبيك مهلك بني أمية ، لبيك زاد ابن حميد ، قال : فأجازه داود بن علي بألف دينار .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله المخرمي عن محمد بن بشر العبدي : رأيت سالم بن أبي حفصة ذا لحية طويلة ، أحمق بها من لحية ، وهو يقول : وددت أني كنت شريك علي في جميع ما كان فيه .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان : سمعت سالم بن أبي حفصة يقول : كان الشعبي إذا رآني قال :


                                                                          يا شرطة الله قفي وطيري كما تطير حبة الشعير

                                                                          قال سالم : يسخر بي .

                                                                          وقال أيضا عنه : حدثنا سالم ، قال : كلمت إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي بمثل ما كلمت به الشعبي ، فقص بي في قصصه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث ، وعامة ما يرويه في [ ص: 138 ] فضائل أهل البيت ، وهو من الغالين في متشيعي أهل الكوفة ، وإنما عيب عليه الغلو فيه ، وأما أحاديثه فأرجو أنه لا بأس به .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، والترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية